ندوة فكرية وتاريخية تخليدا للذكرى ال61 لزيارة جلالة المغفور له محمد الخامس للقصر الكبير

احتضنت مدينة القصر الكبير، مساء أمس الأحد، ندوة فكرية وتاريخية تخليدا للذكرى ال61 لزيارة جلالة المغفور له محمد الخامس للمدينة يوم 10 أبريل 1956.

وذكر المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن هذه الندوة، تندرج في إطار مبادرات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الرامية الى تقديم قراءات وإفادات علمية لجوانب هامة من التاريخ الوطني والمحلي.

وأضاف ان هذا اللقاء يسعى أيضا إلى توثيق الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية وإشاعة رسائل الوطنية والمواطنة لدى الأجيال الصاعدة بشراكة مع المؤسسات الرسمية وفعاليات المجتمع المدني.

وأبرز دلالات حدث الزيارة التاريخي والسياسي الذي يختزل مسلسل الكفاح البطولي الذي خاضه العرش العلوي والشعب المغربي في سبيل استقلال ووحدة البلاد والالتحام الوثيق بين كل مكونات المملكة للانتصار للقضايا المصيرية والمصالح العليا للوطن.

وأكد أن الزيارة الملكية لمدينة القصر الكبير سنة 1956 كانت اختيارا حكيما ينسجم مع المكانة المرموقة التي تحتلها هذه المدينة العريقة في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية والدفاع عن مقدسات المغرب وثوابته.

وقال السيد الكثيري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، إن زيارة جلالة المغفور له محمد الخامس إلى القصر الكبير جاءت في طريق عودته من اسبانيا بعد إجراء المفاوضات حول استقلال مناطق الشمال، مضيفا أن تخليد ذكراها مناسبة لاستحضار دلالاتها، على الخصوص وحدة المملكة غداة حصولها على الاستقلال.

وأضاف أن هذه الزيارة التاريخية بمثابة التفاتة ملكية للمدينة التي كانت لها مواقف وأدوار بطولية، حيث شكلت قلعة منيعة وقاعدة للعمل الوطني ودعم حركة المقاومة ضد الاستعمار، مبرزا أن هذه الذكرى تشكل مناسبة لاستيعاب ما تتضمنه من قيم دفاعا عن مقومات المغرب وثوابته.

وتم التوقيع على اتفاقية تعاون وشراكة بين المندوبية السامية والمجلس البلدي لمدينة القصر الكبير وعمالة إقليم العرائش لبناء معلمة تذكارية بالمدينة تخلد للزيارة التاريخية لجلالة المغفور له محمد الخامس للمدينة.

من جهته، ذكر الأستاذ بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، عبد الهادي آيد الحاج، في تصريح مماثل، أن هذا اللقاء تضمن محاور تتعلق بدور وإسهامات ساكنة مدينة القصر الكبير وإقليم العرائش في الحصول على الاستقلال وبناء الوطن، وتقديم معطيات تاريخية حول الدوافع الحقيقية لهذه الزيارة، لافتا إلى أن الزيارة الملكية تعد رسالة أراد جلالة المغفور له محمد الخامس إيصالها إلى سكان المدينة للاستعداد لمرحلة الاستقلال.

وتم بمناسبة حفل تخليد الذكرى، الذي حضره على الخصوص، عامل إقليم العرائش، السيد المصطفى النوحي، ورئيس المجلس الإقليمي للعرائش، ورئيس المجلس الجماعي لمدينة القصر الكبير، ورؤساء وأعضاء الهيآت المنتخبة وممثلي المصالح الخارجية للإدارات وأعضاء النسيج الجمعوي وقدامى المقاومين، تكريم ثلة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على ما أسدوه للقضية الوطنية من خدمات جليلة ويتعلق الأمر بالمقاومين المرحومين بويضة محمد والخيلي أحمد وعبيدة محمد.