فرنسا وحشرة البق: “كيف تُدين.. تُدان”!!!

فرنسا وحشرة البق: “كيف تُدين.. تُدان”!!!

منذ أكثر من ثلاثة قرون، وربما أربعة قرون بالتمام والكمال، شرعت فرنسا الدولة، وفرنسا الحضارة يا حسرة، في امتصاص الدم الإفريقي بلا هوادة، إلى درجة دفعت السفيرة السابقة للاتحاد الإفريقي لدى الأمم المتحدة، إلى التصريح امام الجمعية العامة لهذه الأخيرة، بأن فرنسا ظلت طوال قرون تنهب من إفريقيا المنعوتة سابقا بالفرنسية أكثر من خمسمائة مليار دولار سنويا، فأفقرت بذلك شعوبَ إفريقيا حتى النخاع، وأغنت الخزينة الفرنسية حتى أصابها من جراء ذلك تخمة زائدة، وترفٌ وبذخٌ مفرطان أسقطاها حضارياً وأخلاقيا إلى أسفل سافلين، وأصيبت “بإدمان امتصاص” لا رجعة فيه، ولا شفاء منه، إلا أن يحل عليها فطام قسري يفصل عنها بقوة الأشياء حلمة الثدي الإفريقي، السخيّ رغم أنفه، أو يحل عليها غضب إلهي يصيبها بمثل ما فعلته بدماء الأفارقة، لأن للأفارقة كغيرهم من المستضعفين ربّاً قادراً على الاقتصاص من جلاديهم، بنفس نوع ظلم هؤلاء تحديداً، وما ذلك بعزيز على ربٍّ مطلقِ العدل والحكمة!!!

في الآية 82 من سورة النمل جاء في الآي الحكيم: “وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا لَا يُوقِنُونَ”…

وبعكس ما جاء به مفسرو السلف، الذين ثبت بالأدلة اللغوية والبلاغية القاطعة جهلهم الفظيع باللسان العربي المبين الذي نزل به الذكر الحكيم، فدابة الأرض التي ستخرج للناس، الذين وقع عليهم القول، ليست حيوانا أسطوريا عظيماً يكلّم الناس كلاماً، كما قال أولئك المفسرون، بل “دابة دقيقة” تكلم الناس “تكليما”، أي “تجريحاً”، كتلك التي أكلت منسأة النبي سليمان ليخر من فوق عرشه ويتبيّن موتُه، بعد أن حسبه الجن زمنا طويلا في عداد الأحياء، كما يقص علينا الكتاب في سورة سبأ، وليتبين لكل ذي لبّ أن “دابة الأرض” يمكن أن تكون أرَضَةً، كما جاء في قصة سليمان، او تكون قمّلاً أو بعوضاً كما جاء في قصة آل فرعون، أو جرثومةً أصغرَ حجماً أو أحقرَ منزلةً في سلّم الأحياء… أو تكون “بقّاً” كما في الحالة الفرنسية الراهنة، ليحقّ بذلك القول على آل ماكرون بأن يبعث الله عليهم مَن يمتص دماءهم بَياتاً، تماماً كما ظلوا يفعلون بالدم الإفريقي قرابةَ أربعةِ قرونٍ مظلمةٍ كالِحةٍ أو يزيد!!!

في احد الفيديوهات المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في هذه الآونة، ظهر الفرنسيون وهم يلقون خارج منازلهم أكواما من الأثاث أغلبها مازال صالحا للاستعمال، لأن البق نخر فيها

بأنيابه الدقيقة وفعل بها وبأصحابها الأفاعيل، تماما كما يفعل الأفارقة راهناً، من خلال طردهم للبق الفرنسي الساكن بين ظهرانيهم منذ سنين طوال، والمتمثل في رؤساء وقادة وحكام كارتونيين، من صُنع فرنسي بامتياز، وضعتهم فرنسا على كراسي الحكم في بلدانهم فشكّلوا بذلك حماة أنياب “الدراكولا” الفرنسي، والضامنين لاستمرار عملية الامتصاص الدموي في ظل أنظمتهم الفاسدة والمرتشية والعميلة!!!

ما أشبه المَشهدَيْن الدراميَيْن في كل من فرنسا اليوم، وإفريقيا اليوم، لتتحقق بذلك نبوءة المثل العربي الحكيم: “كيف تُدين.. تُدان”…

عَجَبي!!!