الاتحاد البرلماني الدولي بالدوحة.. النهوض بالتعليم والسلم والطاقات المتجددة والتنمية المستدامة محور جلسة عامة وجلسات مصاحبة
تمحورت نقاشات الجلسة العامة والجلسات المصاحبة للاتحاد البرلماني الدولي، اليوم الأحد في ثاني يوم من دورته المائة بعد الأربعين التي تحتضنها الدوحة حاليا بمشاركة وفود برلمانات من 162 دولة من بينها المغرب، حول سبل النهوض بالتعليم والسلم والطاقات المتجددة والتنمية المستدامة.
وركزت مداخلات عدد من رؤساء البرلمانات المشاركة، خلال الجلسة العامة للدورة التي انتظمت في موضوع “البرلمانات كمنابر لتعزيز التعليم من أجل السلام والأمن وسيادة القانون”، على أهمية التعليم في النهوض بالفرد والمجتمع وتطوير كافة مناحي الحياة، وما يستوجبه تحقيق هذه الغاية من تطوير للمنظومة التعليمية واتباع أفضل الممارسات للنهوض بها في اتجاه إرساء شروط فعالة لبناء مجتمعات أكثر عدالة وإنصافا.
واتفقت جل المداخلات على أن إنجاح هذا الورش يقتضي تحديد ماهية القيم التي ينبغي أن يستهدى بها في العملية التعليمية، والتي سيكون عليها أن تخلق “مجتمع السلم والمساواة بين الجنسين والتنمية المستدامة والتسامح والحق والديمقراطية وسيادة القانون”، في ظل الحرص على تعزيز نموذج تعليمي يحارب التعسف والتطرف، ويعلي من شأن التكنولوجيا والخبرات والتدريب المهني، ويركز على تطوير المهارات، لا سيما لدى الأطفال منذ الصغر.
وحول “إنهاء الفقر في مجال الطاقة عبر الحصول على طاقات متجددة وسياسات عامة شاملة”، تناولت حلقة نقاشية السبل والكيفية التي تستطيع من خلالها البرلمانات المساعدة على تحقيق هذه الغاية، بالنظر الى أن محدودية مصادر الطاقة وخاصة الكهرباء تشكل عائقا أمام تحقيق التنمية بالنسبة للمجتمعات الفقيرة.
ولفت برلمانيون، في هذا الصدد، الى أن “نحو مليار شخص لا يستطيعون في الوقت الحالي الوصول إلى الكهرباء، وهو ما يحتم، برأيهم، إيجاد بدائل مستدامة، بمستطاع البرلمانات الدفع باتجاهها من خلال سن تشريعات تضمن وصول الطاقة لهؤلاء، وتراقب في نفس الوقت مسار تنفيذ تلك التشريعات، منوهين بأهمية الطاقات المتجددة مثل الألواح الشمسية وطاقة الرياح.
ومن جهتها، أكدت اللجنة الدائمة للتنمية المستدامة والتمويل والتجارة على أهمية دور الاستثمار والتجارة الحرة العادلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة في ما يتعلق بالمساواة الاقتصادية والبنية التحتية المستدامة والصناعة والابتكار، مسجلة أهمية مشاركة برلمانات العالم بشكل فعال في الترتيبات التجارية، وفي التوفيق بين هذه الترتيبات والتزاماتها الوطنية تجاه أهداف التنمية المستدامة، لاسيما في مجال البنية التحتية والصناعة والابتكار.
ولفت متدخلون في هذه الجلسة الى أن اتفاقية التجارة والاستثمار والترتيبات ذات الصلة، التي يجري التفاوض بشأنها من خلال المؤسسات متعددة الأطراف، تشمل مسائل لها ارتباط بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك، على الخصوص، الحماية البيئية والصحة والأمن البيولوجي، ومعايير العمل الطبي، والحصول على طاقة مستدامة ونظيفة وبأسعار معقولة، والنمو الاقتصادي الشامل.
وحول مشروع قرار بشأن “عدم جواز قبول استخدام المرتزقة كوسائل لتقويض السلام وانتهاك حقوق الإنسان”، التأم برلمانيون في إطار اللجنة الدائمة للسلم والأمن الدوليين، لبحث التعديلات التي اقترحتها بعض الوفود البرلمانية على مشروع القرار.
وبموازاة ذلك، شهد اجتماع المجلس الحاكم للاتحاد البرلماني الدولي، الذي تناول أوضاع برلمانات دول تشهد حالات من التوتر والاضطراب، الإعلان عن قبول انضمام برلمان سانت فنسنت وغرينادين إلى عضوية الاتحاد البرلماني للمرة الأولى. وقبل ذلك تم الوقوف دقيقة صمت حدادا على ضحايا العنف من قبائل التوتسي في رواندا، بمناسبة اليوم العالمي للتفكر في الإبادة الجماعية في هذا البلد الإفريقي، وأيضا حدادا على رئيس برلمان كيجي الذي توفي أواخر العام الماضي.
ومن المقرر أن تتواصل أشغال هذه الدورة غدا باستكمال مداخلات رؤساء البرلمانات المشاركة في إطار الجلسة العامة، وتنظيم ورشة حول صحة الأم والوليد والطفل، الى جانب انعقاد أشغال كل من اللجنة الدائمة للديمقراطية وحقوق الإنسان واللجنة الدائمة للتنمية المستدامة والتمويل والتجارة، فضلا عن اجتماعات أخرى موازية.