تصدعات بشارع الجنرال الكتاني بسطات تثير مخاوف الساكنة وتساؤلات حول جودة الأشغال ودور جهات المراقبة
شهد شارع الجنرال الكتاني بمدينة سطات خلال الأيام الأخيرة ظهور تصدعات وانهيارات مفاجئة لجزء من الطريق بالقرب من المركب الهيدروليكي لحي ميمونة، ما أثار موجة استياء واسعة في صفوف الساكنة ومستعملي هذا المحور الحيوي، خاصة مع تسجيل اضطرابات في حركة السير وظهور حفر خطيرة أدى إلى انقطاع الطريق من جهة واحدة، وأن الأشغال به لم يمض على انتهائها سنة، هذا الحادث يعيد إلى الواجهة مجددا إشكالية جودة مشاريع البنية التحتية وضعف تتبع الأشغال داخل المدينة.
وحسب مصادر ، فإن الأشغال التي نفذت في الشارع شملت شبكات الماء الصالح للشرب، ما يطرح تساؤلات حول جودة الأشغال ومدى احترام معايير السلامة أثناء إعادة الردم والتزفيت. كما عبر عدد من المواطنين عن استغرابهم من سرعة تدهور الطريق رغم حداثة الأشغال، مطالبين بفتح تحقيق لتحديد المسؤوليات.
وفق معطيات أولية متداولة، يرجح أن يكون الانهيار ناتجا عن رداءة الأشغال المتعلقة بقنوات الماء أو التطهير، و ضعف جودة الردم والمواد المستعملة، وغياب مراقبة صارمة أثناء الأشغال، هذه الفرضيات، وإن كانت غير نهائية، تؤكد وجود خلل بنيوي في المشروع يستدعي فتح تحقيق شامل.
تُعتبر الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء التي حلت محلها بعد ذلك الشركة الجهوية متعددة الخدمات الدار البيضاء – سطات الطرف المشرف على المشروع، بحكم مسؤوليتها عن الإشراف التقني على الأشغال المرتبطة بشبكات الماء والتطهير ومراقبة جودة الإنجاز والالتزام بالدفاتر التقنية، والمصادقة على مراحل الأشغال قبل إعادة تعبيد الطريق.
وعليه، فإن المسؤولية الأولى في هذا الخلل تتحملها الجهة المشرفة تقنيا، خصوصاً إذا تبين أن القنوات أو أشغال الردم كانت سببا مباشرا في الانهيار.
كما أن المقاولة المنفذة تتحمل بدورها جانبا مهما من المسؤولية، من خلال عدم احترام الجودة المنصوص عليها في دفتر التحملات، واستعمال مواد مطابقة للمواصفات، وتنفيذ الأشغال بعيداً عن التسرع والاختلالات التقنية، وإصلاح أي عيوب تظهر خلال مدة الضمان.
إلى جانب الوكالة، فالجماعة الترابية والسلطات المحلية لها أدوار أساسية تكمن المراقبة التتبع اليومي للأوراش داخل المجال الترابي، وعدم تسلّم الأشغال إلا بعد التأكد من مطابقتها للمواصفات، والتنسيق بين المتدخلين (الوكالة – المقاولة – المهندس المشرف).
من جهتهم، يدعو المتتبعون إلى ضرورة فتح تحقيق تقني لتحديد السبب الحقيقي لهذه التصدعات، وتحرك الجهات المعنية، وعلى رأسها الشركة الجهوية متعددة الخدمات الدار البيضاء – سطات والجماعة الترابية لسطات، من أجل إصلاح الأعطاب بشكل عاجل وتقديم توضيحات للرأي العام حول أسباب هذا الخلل وتكرار نفس المشكلات بعد كل مشروع تهيئة، وتقييم أداء الجهة المشرفة والرقابية، وتحميل كل طرف مسؤوليته.
وينتظر أن تباشر المصالح التقنية عمليات المراقبة وإصلاح التصدعات، تفادياً لأي حوادث محتملة، وضمانا لسلامة مستعملي هذا المحور الحيوي وسط المدينة.
حادثة انهيار الطريق بشارع الجنرال الكتاني ليست مجرد خلل تقني، بل مؤشر على ضعف المراقبة وغياب الصرامة في تتبع مشاريع البنية التحتية، مما يدفعنا إلى طرح عدة التساؤلات منها:
أين كانت الجهات المكلفة بالتتبع؟؟؟ ولماذا لم تكتشف العيوب أثناء الأشغال؟؟؟ وكيف تسلّم مشاريع عمومية بهذه الهشاشة؟؟؟
