الإعلام العمومي المغربي مدعو للاطلاع بدور حاسم في تنفيذ المواثيق العالمية في مجال الهجرة واللجوء (مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال)
أكد الأستاذ الباحث ومدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، عبد اللطيف بن صفية أن وسائل الإعلام العمومية المغربية مدعوة للعب دور حاسم في تطبيق المبادئ المنصوص عليها في الاتفاقين العالميين بشأن الهجرة واللجوء الموقعين بمراكش، مشددا على أن الهدف من هذه المقاربة يتمثل في تسهيل عملية استقبال المهاجرين و المساهمة في اندماجهم التدريجي في المجتمع المغربي.
وكشف بن صفية خلال مشاركته في منتدى حول الهجرة في ريو دي جانيرو تحت عنوان: “الهجرات عبر الوطنية والتواصل بين الثقافات: من الاستقبال إلى الإدماج”، عن التحديات التي تواجه وسائل الإعلام العمومية لتنفيذ هذه المهمة.
وتوقف عند التحديات التي تدفع وسائل الإعلام العمومية المغربية إلى تعميم الخطوط الرئيسية للاتفاقيات العالمية المتعلقة بالهجرة واللجوء، داعيا إلى اعتماد استراتيجية إعلامية استباقية مندمجة في موضوع الهجرة.
واعتبر مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال أن وسائل الإعلام العمومية مؤهلة بشكل جيد لتحقيق تحول كبير في سياسة الهجرة واللجوء في المغرب وفي نفس الوقت إعطاء صورة حقيقية عن المملكة كبلد مضيف للمهاجرين.
وفي معرض تطرقه إلى سياق الهجرة في المغرب، سلط بن صفية الضوء على الالتزامات الحكومية بشأن الروح العالمية الجديدة لاتفاقيات الهجرة واللجوء، مؤكدا اعتماد مقاربات مدروسة ومخطط لها قائمة على حقوق الإنسان لتعزيز ثقافة التسامح تجاه المهاجرين.
وأوضح مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال في هذا السياق، التقدم المحرز على مستوى سياسة الهجرة وكيفية التعبير عن الخطاب السياسي حول الهجرة في المغرب عبر مختلف وسائل الإعلام العمومية، من أجل ترسيخ انتقال صورة المغرب “من بلد العبور إلى بلد الاستقبال”.
كما توقف بن صفية أيضا عند تدبير المغرب للتدفقات الهائلة للمهاجرين واللاجئين، معظمهم من إفريقيا جنوب الصحراء، مشيرا إلى أن هذه “ظاهرة اجتماعية جديدة وغير عادية تواجه سكان المراكز الحضرية الكبرى والصغرى على حد سواء”.
وأشار إلى أن “المغرب بالنسبة لهؤلاء المهاجرين يشكل بوابة إلى أوروبا، وقد أصبح تدريجيا بلد المقصد”.
وأضاف بن صفية أن المغرب، من خلال استضافة حدث التوقيع على الاتفاقيتين العالميتين حول الهجرة واللجوء، “يظهر منذ البداية التزاما غير مسبوق ببعدهما الإنساني”، معتبرا أنه نتيجة لذلك، “ينبغي بالضرورة أن تكون سياسة الهجرة ونظام اللجوء في المملكة” متألقمين معه وترتقيان إلى مستوى هذا الالتزام”.
وتم تنظيم مؤتمر الهجرة عبر الوطنية والتواصل في نسخته التاسعة، من قبل مجموعة أبحاث “دياسبوتيكس” التابعة للجامعة الفيدرالية في ريو دي جانيرو. والتأم في هذا اللقاء عدد من الباحثين والأكاديميين والطلاب وممثلي المنظمات المهتمة بقضايا الهجرة والمهاجرين.
يتمثل التحدي المقترح في هذه النسخة في تحفيز النقاش حول مفهوم التعددية الثقافية في البرازيل، فضلاً عن تقديم نماذج على الممارسات الثقافية الجديدة والمبتكرة التي تعزز دمج المجتمعات الجديدة في المجتمع، ولا سيما تلك التي تكون في وضعية هشاشة.