الرباط.. قراءة قي رواية ” أختام المدينة الفاضلة ” لعبد الإله بن عرفة
نظمت جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، يوم الاثنين بالرباط، قراءة في رواية ” أختام المدينة الفاضلة “، للمؤلف عبد الإله بن عرفة.
ويأتي تنظيم هذا اللقاء الثقافي في إطار برنامج ” حديث الكتاب ” الذي تسهر عليه جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة مند سنوات.
وبهذه المناسبة، أبرز رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، عبد الكريم بناني، في كلمة له، أن الجمعية تهتم بشؤون الثقافة وتحرص على دعم كل الأعمال الإبداعية بهدف تقريب المواطن من الثقافة والمعرفة.
وأضاف أنه من خلال تنظيم قراءات للكتب، وخاصة للمؤلفين المغاربة، تسعى الجمعية للتعريف بهذا الازدهار الذي تعرفه المملكة في السنوات الأخيرة سواء في مجال التأليف أو في كل المجالات.
ولفت السيد بناني إلى أن رواية ” أختام المدينة الفاضلة ” ستتيح التعرف ” على أشياء كنا نعرفها ونعيشها، ولكن لا نقرأها بالكيفية التي يقرأ بها عبد الاله بن عرفة “.
وتابع أن ” بن عرفة من خلال هذه الروايات العرفانية يسائل الأديب والشاعر والفيلسوف والصوفي والولي الصالح، وما إلى ذلك من رجال ونساء (..) بكيفية تجعل من النص يسائلنا نحن أيضا عن من سيتقدم المدينة الفاضلة “.
وتتناول رواية “أختام المدينة الفاضلة”، الصادرة عن دار الآداب للنشر والتوزيع عام 2022، قضيَة ختمية المراتب التي انشغلت بها الأديان والفلسفات منذ فجر التاريخ إلى اليوم، مع أربعة نماذج من الأختام، هم تباعا ،الترمذيّ (الحكيم)، والفارابي (الفيلسوف)، والمتني (الشاعر)، والمعري (الأديب).
وفي هذا الصدد، يقول الروائي والأديب عبد الإله بن عرفة، على أن الرواية تندرج في إطار مشروع يحاول قراءة التاريخ العربي الإسلامي انطلاقا من ما سماه ” الفواتح النورانية “.
وتابع أن الرواية تطرح قضية المدينة الفاضلة، حيث أن مجموعة من الأختام يتبارون في رئاسة أحقية هذه المدينة، حيث أن كل واحد يدلي بدلوه من مجالات معرفية متعددة، ليتبين في النهاية على أن كل واحد منهم يكمل الآخر.
وأضاف أنه ” اليوم في تدبير مدننا، وفي سياسة المدينة، نحتاج لمثل هذه التصورات التي تفتح الآفاق التخيلية، والتي تعطي أيضا مسارات جديدة لكي ننجح في التدبير، وأن تتصدر الثقافة والعلوم والفنون، السياسات العمومية”.
وخلص إلى أن الكينونة الزمنية التي تجري فيها أحداث الرواية تمتد من أفلاطون إلى اليوم، أي أن مفهوم الزمن هو مرن وواسع.
وتعتبر رواية ” أختام المدينة الفاضلة ” آخر عمل روائي صدر للأديب عبد الإله بن عرفة. وهي رواية بقدر ما تتصل بسابقاتها ضمن ” مشروع الرواية العرفانية ” الذي أطلقه الأديب مع أولى أعماله “جبل قاف”، إلا أن هويتها السردية متميزة ، حيث أنها تقتحم مضمار الكتابة الأدبية وفق شكل جديد، سواء من حيث الشخوص أو السرد أو تعدد الأصوات وتداخل الأزمنة وبلاغة الأحوال.
وتخلل هذا اللقاء حفل فني وقراءة إبداعية من إعداد الدكتور محمد التهامي الحراق رفقة كورال “أنوار” ومجموعة “الذاكرين للمديح والسماع “.