هل يفطن المغاربيون إلى المؤامرة الفرنسية الدنيئة؟
يتأكد مع مرور الوقت.. وتزايد التصعيد بين العاطلين الأفارقة.. المهاجرين باتجاه بلدان المغرب الكبير.. ومسؤولي وشعوب هذه الأخيرة.. وخاصةً في تونس التي يبدو أن رئيسها سقط في الكمين من تلقاء نفسه.. أن الأمر.. كما سبق أن أشرتُ إليه في مقال سابق.. له علاقة بأيدي فرنسية متسخة تحركه من وراء ستار النفاق الفرنسي.. المتجلي في بهلوانيات الرئيس ماكرون.. الذي أصبح أشهر من نار على علم بابتسامته الصفراء.. التي تقطر كراهية وحقدا إزاء كل ما يُمِتُّ بِصِلة إلى الإسلام.. وتحديدا.. تجاه المملكة المغربية.. التي سحبت البساط الإفريقي من تحت قدميه.. هو بالذات.. فجردته من أبناك وشركات اتصال ومصانع كبرى صارت تغادر ربوع إفريقيا تاركة مكانها لنظيراتها المغربية.. بينما هو يخطو نحو نهاية مفجعة لولايته الثانية والأخيرة على رأس مجتمع للإيليزي فقد بوصلته مع هذا الرئيس المتهوّر…
إن فرنسا ماكرون سائرة لا محالة نحو هاوية إفريقية ستفقد فيها كل ما نمّته وراكمته من الريش الإفريقي طوال عقود من الاستغلال البشع.. الذي لا تقابله من الجانب الفرنسي المتعجرف ولو كلمة شكر.. أو إشارة اعتذار عن الاستمرار في امتصاص الضرع الإفريقي إلى درجة الإدماء…
فرنسا هذه.. لما استقرّ لديها أنها خارجة خاوية الوفاض من معادلتها الضيزى “رابح خاسر”.. بسبب التموقع المغربي الآخذ بمعادلة “رابح رابح”.. لم تجد ما تفعله سوى أن تدسّ وتتآمر ليس على المغرب فحسب.. بل على بلدان المغرب الكبير وشمال إفريقيا.. وكل شعوب إفريقيا في الساحل والصحراء.. وفي بعض بقاع الوسط الإفريقي.. فاختلقت في كواليسها المعتمة.. والتي تفوح منها رائحة الجِيَف.. هذا الذي نراه اليوم.. ونسمعه.. تحت شعار “إفريقيا للأفارقة الزنوج دون غيرهم”.. مع ما يُحتمل أن تنتهي إليه هذه اللعبة الفرنسية القذرة من إراقة للدماء.. ومن مآسي لا أول لها ولا آخر…
والأكثر من ذلك.. ما تشكله هذه الدسيسة من تنافر غير مسبوق بين الأفارقة البيض وإخوانهم الأفارقة السود.. وحَدِّثْ عما يمكن أن ينتهي إليه ذلك من الفواجع ولا حرج!!!
فرنسا الآن.. تلعب لعبة “الأرض المحروقة”.. إذ تعمل على إحراق الأخضر واليابس الإفريقيَيْن قبل خروجها المهين من مستعمراتها السابقة.. التي كانت.. ولكنها لم تعد.. بلداناً وشعوبا “مستقلة مع وقف التنفيذ”.. بل صارت مستقلة استقلالاً نافذاً وبالملموس…
الدور الآن على الحكومات والشعوب المغاربية.. التي ينبغي عليها أن لا تسقط في الكمين الفرنسي الدنيء.. وأن تعالج الأمر بحكمةٍ ما أحوجنا إلى استحضار شرع الله في تعاطينا معها.. لأن ما تطمح إليه فرنسا ماكرون.. هو أن يقف الشمال إفريقيون وجها لوجه.. والأصابع على الزناد.. مع إخوانهم الأفارقة السود.. ليكونوا معاً على أعتاب مجزرة لو شاء الله أن تقع فلن يكون لها نظيرٌ لا في بداية التاريخ الإنساني ولا في نهايته…
هل سيفطن حكام وشعوب الشمال الإفريقي إلى دقة الرهان والموقف فيفسدون على فرنسا ماكرون مكرَها السَّيِّئ؟ ذاك هو السؤال…