نبدة عن كتاب “محمد السادس .. ملك الاستقرار” على لسان مؤلفه “جون كلود مارتنيز”
في حفل توقيع كتاب “محمد السادس .. ملك الاستقرار” المنظم من قبل جبهة القوى الديمقراطية:
*جون كلود مارتنيز : الملكية عنوان استقرار على أوروبا استغلاله لمواجهة العديد من التحديات أهمها تحدي التطرف الديني.
قد لا يكون شيئا جديدا أن يقوم صحفي أو مثقف فرنسي بإصدار كتاب عن المؤسسة الملكية بالمغرب، إلا أن كتاب “محمد السادس: ملك الاستقرار” جاء برؤية جديدة للملكية في هذا البلد”، هكذا قدم جون كلود مارتنيز، صاحب الكاتب الصادر هذا الأسبوع، لمؤلفه الجديد.
وقال مارتنيز، إن جل الكتب الفرنسية الصادرة حول الملك الراحل الحسن الثاني، أو الملك محمد السادس، ترى في الملكية عائقا أمام تنمية البلاد، بسبب أنهم يعتبرون النموذج الجمهوري الأفضل لتسيير الدول، لكن ما حصل في دول عربية جعل من الملكية عنصرا أساسيا في استقرار المغرب”.
وأبرز المدير السابق للمدرسة الوطنية للإدارة بالرباط، خلال تقديمه للكتاب ذاته، أن الحديث عن “سيادة الفساد والرشوة في المغرب يمكن أن نجد له أمثلة في فرنسا”، ليخلص إلى أن “فرنسا لا يمكن لها أن تقدم الدروس للمغرب في هذا المجال”.
وأردف بأنه يجب الانتباه إلى أنه في الوقت الذي تعرف فيه منطقة الساحل وشمال إفريقيا تعاظم نفوذ جماعة “بوكو حرام”، وتنظيم القاعدة، مازال المغرب يعيش حالة استقرار”، بل ذهب الكاتب الفرنسي إلى حد وصف المغرب “بالسد الذي بقي بمعزل عن تمدد الجماعات المتطرفة”.
وتحدث المؤلف عن دور المغرب في الحد من تدفق المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، “على الرغم من أن المغرب لا تفصله سوى 15 كيلومترا عن إسبانيا، إلا أن أعداد المهاجرين الذين يعبرون عبر السواحل المغربية أقل بعشرات المغرب من أولئك الذين يلجئون لليبيا للعبور نحو إيطاليا، علما أن المسافة بين البلدين هي 150 كيلومترا”.
وعزا جون كلود مارتينز عدم تأثر الملكية في المغرب بالهزات التي أحدثها الربيع العربي، “بتوفر الملكية في المغرب على البعد الروحي، الذي لا تتوفر عليه أغلب الأنظمة العربية التي سقطت أو مازالت مهددة بالسقوط”.واعتبر بأن هذا البعد الروحي الذي تتوفر عليه المؤسسة الملكية بالمغرب هو الذي سمح بوصول الإسلاميين، ممثلين في حزب العدالة والتنمية، إلى قيادة الحكومة وبطريقة سلسلة “عكس الجزائر حيث أدى وصول الإسلاميين للحكم إلى حرب أهلية، أما في المغرب فالمجال الديني ليس مجال تنافس بين الأحزاب، نظرا لكون الملك هو أمير المؤمنين”.وكان لتجربة العدالة والتنمية في الحكومة نصيب من تقديم جون كلود لكتابه، عندما شبههم بإسلاميي حزب العدالة والتنمية التركي، “في البداية لم تكن لديهم التجربة لكن مع الممارسة اصطدموا بالواقع، وفهموا بأن تدبير الشأن العام ليس سهلا، والآن هو حزب عاد مثل بقية الأحزاب، يشرف على الحكومة لكن تحت قيادة الملك” يقول السياسي الفرنسي.
وكشف أستاذ العلوم السياسية بجامعة باريس أن الكتاب يتحدث أيضا عن الميزة التي تتوفر في الملكية وهي “الاستمرارية التي تمكن من وضع سياسات وتوجهات كبرى تمتد لعقود”، وهو ما يجب على أوروبا استغلاله “لمواجهة العديد من التحديات أهمها تحدي التطرف الديني”.هذا وقد شكل حفل توقيع كتاب “محمد السادس.. ملك الاستقرار” بحضور مؤلفه جون كلود مارتينيز، ، وحشد هائل من الكتاب والمبدعين، و بمتابعة واسعة لمختلف وسائل الإعلام الوطني والدولي، محطة هامة للوقوف عن قرب على أهم مضامين الكتاب.