مهرجان الكتاب الإفريقي بمراكش 2025.. مائدة مستديرة تسلط الضوء على قضايا وتحديات الحركة النسوية الإفريقية

مهرجان الكتاب الإفريقي بمراكش 2025.. مائدة مستديرة تسلط الضوء على قضايا وتحديات الحركة النسوية الإفريقية

شكلت قضايا وتحديات الحركة النسوية الإفريقية محور مائدة مستديرة نظمت، أمس الجمعة، بالمركز الثقافي نجوم جامع الفنا بمراكش، وذلك في إطار الدورة الثالثة لمهرجان الكتاب الإفريقي بمراكش.

وتم خلال هذا اللقاء تسليط الضوء على قضايا وتحديات الحركة النسوية الإفريقية، من خلال مقاربات متنوعة لباحثات وكاتبات وناشطات ملتزمات بالنضال من أجل المساواة وتعزيز تمثيل النساء ذوات الأصول الإفريقية.

وفي هذا السياق، أكدت الكاتبة والناشطة الايفوارية المتخصصة في الدراسات الإفريقية-الأمريكية، مابولا سوماهورو، أن الحركة النسوية الإفريقية في فرنسا تعد تيارا حديثا نسبيا، حيث ظهرت خلال السنوات العشر الأخيرة، مشيرة إلى أن هذه الحركة تبلورت بشكل بارز منذ العام 2014 خلال مشاركة نساء فرنسيات من أصول إفريقية وأخريات من أقاليم ما وراء البحار في مسيرة نسوية شهدتها شوارع باريس.

وأوضحت سوماهورو أن هؤلاء النسوة وجدن أن النسوية التقليدية في فرنسا “تحمل بُعدا عنصريا وطبقيا”، حيث تم تحليلها على أنها “نسوية بيضاء” و”نسوية بورجوازية”، مما دفعهن إلى تقديم رؤية جديدة للنضال النسوي تأخذ بعين الاعتبار القضايا العرقية والاجتماعية.

وأضافت الناشطة أن الحركة النسوية الإفريقية في فرنسا تسعى إلى تكوين حركة شاملة تأخذ بعين الاعتبار قضايا النساء والفقراء والمهمشين، بعيدا عن أي تمييز عرقي أو طبقي.

من جانبها، قالت الوزيرة الفرنسية السابقة، ورئيسة جمعية “فرنسا أرض اللجوء”، نجاة فالو بلقاسم، أن الحركة النسوية الإفريقية تختلف عن النسوية الغربية التقليدية من حيث إدراكها للواقع المتداخل الذي تعيشه النساء، مبرزة أن مفهوم النسوية الإفريقية لا يقتصر فقط على القارة الإفريقية، بل يشمل أيضا تجارب المهاجرات في أوروبا.

وأوضحت السيدة بلقاسم أن الحركات النسوية التي تدعو للمساواة بين الجنسين يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الظروف المتداخلة التي تؤثر على النساء، مثل الطبقة الاجتماعية والهوية العرقية، معتبرة أن تجاهل هذه العوامل يجعل النضال من أجل حقوق المرأة غير مكتمل.

ويروم مهرجان مراكش للكتاب الإفريقي، الاحتفاء بالأدب والثقافة الإفريقيين. ويتيح للجمهور من مختلف الأعمار، المشاركة في فعالياته والولوج بالمجان إلى جميع المواقع المحتضنة لأنشطته، من أجل تقريب الثقافة والفن من المشاركين.

وتهدف هذه التظاهرة الثقافية، التي أضحت حدثا ثقافيا مميزا، إلى المساهمة في التأثير الثقافي والفني بإفريقيا من خلال إبراز ثراء أدبها وفنونها.

كما يسعى المهرجان، الذي تنظمه جمعية “نحن فن إفريقيا” (We Art africains)، إلى تشجيع الثقافة والكتابة ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال الفن.