مرة أخرى..عندما يتمسك الغريق بغريق!!!
يتضح في كل مرة أن فرنسأ هي المهندس الحقيقي لعملية الاجتياح الفرنسي الإسباني للتراب المغربي في بدايات القرن الماضي.. وكذلك هي المهندسة لعملية تقسيم الكعكة المغربية بينها وإسبانيا.. ولذلك كانت إسبانيا سباقة إلى تغيير موقفها من قضية الصحراء المغربية بمجرد ما سنحت لها الفرصة.. بدءاً بانسحاب فرانكو وفلولِهِ من تخوم الصحراء.. ووصولا إلى قراراتها الأخيرة.. المتّسمة بالفطنة والحكمة.. فضلاً عن توجهها حاليا لمنح الأمين العام للأمم المتحدة جملةً من الوثائق المثْبِتة لمفربية الصحراء نكاية في كل أعداء وحدتنا الترابية.. وفي طليعة هؤلاء فرنسا بالذات!!
فرنسا.. التي هي.. بالفعل.. أكبر كيان منافق في التاريخ الحديث.. وجدت نفسها.. اليوم وأكثر من أي وقت مضى.. في زاوية ضيقة بعد انسحاب إسبانيا من لعبة الضغط على المغرب.. ولم يعد لها ما تفعله سوى سلوكين تَآمُرِيَيْن اثنين:
1- تحريك كراكيزها في المُراديا.. أو بيادقها في قيادة الجيوش الجزائرية.. عن طريق توظيف سعار وصراخ الحارس الوفي للجمهورية الخامسة.. الكابران السعيد شنقريحة.. ليزيد في كيل اتهاماتٍ للمملكة المغربية مجانيةٍ.. و من كل الأشكال والأنواع.. حتى التي لا يقبلها العقل ولا المنطق.. كالقول بضلوع المغرب في صياغة القرار الأخير للاتحاد الأوروبي.. الذي طالب بالضغط على النظام الجزائري ليطلق سراح معتقلي الرأي.. وليوقف اعتداءاته على حرية الرأي والتعبير.. التي لم يذق الجزائريون طَعمها منذ نشأة دولتهم.. أو بالأحرى “ملحقتهم الفرنسية”.. ماعدا في فترات يسيرة ومعدودة أثناء العُهدة الأولى لبوتفليقة.. والتي اتسمت بنوع من الانفتاح الاضطراري بسبب الدخول في ما سُمِّي آنئذ بحقبة المصالحة الوطنية.. عقب العشرية الدموية السوداء.. التي قتل الجيش الجزائري فيها بقيادة أباطرة الفساد.. ومن بينهم شنقريحة بلحمه وعظمه.. زهاء 250 ألف مواطن أو يزيد.. تحت مسمى ضحايا الإرهاب.. وكل العالم يعلم أنه لم يكن سوى إرهاب الجيش ذاته؛
2- تحريك بيادق البترو دولار الجزائري داخل البرلمان الأوروبي.. المرتشي بعضُ أعضائه حتى النخاع.. لاستصدار توصيات وقرارات برلمانية أوروبية تدين المغرب متهمة إياه بممارسات يُفترَض.. عقلاً ومنطقاً وواقعاً.. أن يكون النظام الجزائري هو المدان بها وليس نظيره المغربي لأسباب يعلمها العالم قاطبة!!!
اللعبة الفرنسية.. إِذَنْ.. غبية وبليدة ومكشوفة.. ويبدو أن البرلمان الأوروبي نفسه بدأ يسأم من الاستمرار في مجاراتها.. خصوصاً بعد أن فقدت فرنسا كل ما بقي من بريقها الإفريقي.. الذي كان يشفع لها عند دول الاتحاد الأوروبي.. التي كانت إلى وقت قريب تعتقد أن نظام الإيليزي هو المؤهَّل أكثر من غيره لمد الجسور أمامها باتجاه الحدائق الإفريقية.. وقد اتضح لها الآن أن حساباتها لم تعد في محلها.. وأن فرنسا تكدّ وتجتهد وتحاول أن تحافظ بالكاد على النزر اليسير من كرامتها “الفرنكوإفريقية” المُراقة.. بعد أن صارت أضحوكة في الأوساط الإفريقية المثقفة.. وبعد أن صارت ألسنةُ الشباب الإفريقي الواعي تَلوكُها في مختلف المحافل بالكثير من السخرية والازدراء.. بل فعل كثيرون من هؤلاء الشباب ذلك في وجه الرئيس ماكرون نفسه.. وإمام الملأ!!!
والآن.. وفي الوقت الذي أصبحت فيه فرنسا في أشد الحاجة لدعم جزائري خلفي يعيد لها بعض ماء وجهها المُراق على أرصفة المنتظم الدولي.. يخرج إلى العلن وزراء وقادة جزائريون.. سابقون وراهِنون.. ليتحدثوا عن لقلاق.. أو “بلاّرج” فدائي.. ضمّه هؤلاء إلى قائمةٍ للشهداء بدأت بالمليون.. ثم بالمليون ونصف.. ووصلت اليوم إلى الخمسة ملايين شهيد.. والله أعلم إلى أين ستنتهي غدا أو بعد غد!!!
مشهد في منتهى السخرية والدونية!!!
كيف ستُفيد فرنسا من نظام بكل هذا القدر مِن الإعاقة النفسية والعقلية.. ومِن الجهل المذقع بأصول السياسة والدبلوماسيا.. و بقواعد الإعلام والاتصال والتواصل؟!
نظام يكاد لا يرى أرنبة أنفه.. فكيف له أن يتبيّن آفاق سياسية ودبلوماسية عوّلت عليها فرنسا مُكْرَهَة.. بعد ان صار يُدبِّر شؤونَها نظامٌ على نفس الدرجة من الكُساح والغباء والبلاهة؟!!