ما الذي تريده منا هذه القيادات الفاسدة ومستضيفوها؟!
لم يعد ينقصنا نحن المغاربة، دولةً وأمّةً وشباباً يَقِظاً، سوى الوقوف من قيادات حماس وما جاورها، موقف عداء ليس من شٍيَمِنا، ولكننا سنكون مضطرين إلى اتخاذه بدفع من هؤلاء الغوغاء أنفسهم، بعد أن تأكد أن “نضالهم وجهادهم” الطويليْن لم ينفعا في تربيتهم على احترامِ الآخر، ومن ثَمّ احترام أنفسهم بتحصيل الحاصل، لأن من يَقْدُرُ غيره إنما يَقْدُرُ نفسه، والعكس، بلا أدنى مُغالاة!!
هل فطن هؤلاء إلى أننا أفقنا من غفوة الدعم التلقائي واللامشروط واللامحدود لقياداتهم العميلة، التي يبدو في الواقع أنها لم تقدّم منذ نشأتها أي خدمة للقضية الفلسطينية، بل بالعكس من ذلك، نجدها تمارس على بسطاء الشعب الفلسطيني ضغطا تحوّل مع مرور الوقت إلى قمع وتنكيل تحت يافطة إسلمجية تنضح برائحة المكر الإخونجي والإيراني، وهنا مربط الفرس، الذي جعل نَكِرَةً، مثل خالد مشعل، يتوجه بالخطاب المباشر إلى أسياده المغاربة قافزا بذلك على مؤسسات الدولة المغربية العريقة، وكيف لا يفعل وقد فرش له الذراعُ الدعوي لحزب العدالة والتنمية فضاء المغرب الافتراضي بالسجاد الأحمر، وسلّم له قياديو هذا الحزب المتهاوي، عبر الهواء، ميكروفوناتهم الصدئة ليقول أي شيء، ويقول لا شيء، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وقد أثبت هذا الرجل بالملموس أنه لا يملك شيئا غير الكلام، والكلام، ثم الكلام… بينما أبناء جلدته يموتون يومياً على مدار الدقائق بين كماشتَيْ صهاينة العالم من مختلف الأجناس والجنسيات!!!
لقد فرش له حزب بنكيران البُسُط والورود ليُهين ذكاء المغاربة، كما أهانهم الحزب ذاته من قبل، عندما صعد إلى سدة السلطة راكبا شعارا خاويا يقول: “صوتُك فرصتُك ضد الفساد”، ليتضح بعد ذلك وعلى مدار عشر سنوات، طويلة على العُمُر ثقيلة على القلب، أن الفساد له امتدادات داخل ذلك الحزب صاحب شعار “عفا الله عما سلف”!!!
لقد استضاف حزب الظاهرة الصوتية بنكيران هذا القيادي الفلسطيني الفاسد ليعطي دروسا في النضال والكفاح للمغاربة الأحرار، في محاولة يائسة لحفر خندق الخلاف والاختلاف بينهم وبين مؤسساتهم الدستورية وعلى رأسها المؤسسة الملكية، مرتكبا بذلك نفس الفضيحة التي ارتكبها من قبله الرئيس الفرنسي المراهق ماكرون… لَكَمْ تشابهت قلوبهم قولاً وفعلاً!!!
والأدهى من كل ذلك، أن هذا القيادي العميل خاطب الشباب المغربي ذكورا وإناثا، في محاولة فاضحة للتغرير بضعفاء النفوس منهم، تماما كما فعلت داعش من قبل (وهل مشعل إلا أحد صنائع منظّري داعش) لعله يستلب عقول بعضٍ منهم فيشرعون كما فعل سابقوهم في التجنّد وراء ظهر الوطن والالتحاق بشكل أو بآخر بالمغرر بهم من شباب حماس والقسام وغيرهم… أو يُقدّمون الغالي والنفيس لنصرتهم، تماما كما كان يفعل سابقوهم الذين استسلموا للخرافات الداعشية ولأوهام الخلافة الإسلامية المفترَى عليها، ولوعود الجنة والحور العين!!!
وكما يفعل المنافقون في كل المواقف التي يَجِدُّ فيها الجِدّ، تنازل خالد مشغل عن ضميره وعن قواعد الأخلاق التي ينبغي أن يتميز بها كل من يدّعي الانتماء إلى دين الخصال الحميدة، الإسلام، وطفق يرش رذاذه الكاذب وهو يذكّر ببطولات المغاربة الشباب، وكأنه دبّر الأمر مع مضيفه الإسلاموي ليجنّد ويوظف الشباب المغربي تحت أنوف مؤسسات الدولة المغربية، التي ترسخت جذورها في تربة التاريخ الجهادي والنضالي قبل أن يولد خالد مشعل أو تولد السلطة السلفية التي يجثم وأمثاله باسمها على صدور الفلسطينيين البسطاء، الذين ألقى بهم خالد مشعل، ونظراؤه الفاسدون، في أتون معركة غير متكافئة تستهدف تقويض العنصر الفلسطيني واجتثاثه من جذوره، بينما مشعل وأمثاله يتفرجون تحت ظلال نخيل قًطَر، وبين أحضان العثمانيين الجدد، ويلقون بين الحين والآخر خطبهم الخادعة والكاذبة “لعل وعسى”… دون أن يفطنوا لشدة غبائهم إلى أن العالم أصبح على بينة من كذبهم وبهتانهم وعمالتهم، ومِن افترائهم على النضال وأهله… وما هُمْ بأهلِ أيِّ نضالٍ بكل المعايير!!!
والأغرب من كل هذا، أن هذا العميل كان قد وجّه الخطاب تفسَه لشرذمة مرتزقة الجزائر الجنوبية، البوليساريو، كما لو كان يعتقد بغبائه، وغباء من استضافوه بين ظهرانينا، أنّ المغاربة دولةً وأمّةً وشباباً لم يرَوهُ ولم يتتبّعوا شطحاته وتصريحاته الفضائحية أينما حلّ وارتحل!!!
والأفظع من كل ما ذُكِر، ان هذا المعتوه دعا الشباب المغربي إلى جعل قضيته الخاسرة أسبق من قضية وحدتنا الترابية (ا!!!) فياله من غرور غير قائم على أي أساس، من لدن كائن يفتقر هو ذاتُه إلى أي أساس!!!
نهايته، لقد جاء هذا الرعديد ليخاطب الشباب المغربي، من تحت جبة ماتبقى من حزب العدالة والتنمية وجمعيته الدعوية، بنفس عبارات المدح والثناء التي ضمنها قبل فترة يسيرة خطاباً مماثلاً إلى حد التطابق وجّهَهُ إلى مرتزقة البوليساريو الذين زارهم وأشبع شَرَهَهُ على موائد صانعيهم في قصر الموراديا، مُنِمّاً بذلك عن نفاق منقطع النظير، تماماً كما فعل قبله نظيره وصنوه في الدونية، إسماعيل هنية، الذي حفر لمقاتليه المغرر بهم أنفاقاً يختبئون فيها كالجرذان، مستكثراً ذلك على عامة الفلسطينيين تاركاً إياهم في العراء تحت رحمة نيران عدو لا يرحم!!!
المغرب، عاهلاً ومؤسساتٍ وأمّةً وشباباً، أذكى من أن تنطلي عليه أكاذيب مثل هذا المنافق البالغ اقصى درجات الغباء السياسي والسقوط الأخلاقي… وما على الذين دَعَوْه واستضافوه وفتحوا له فضاءاتهم سوى أن يستيقظوا بدورهم من دوخة يبدو أنها لم تتركهم منذ أن سقطوا سقطتهم المدوية في آخر استحقاقات تشريعية… وهي الدوخة التي يبدو أنهم لن تقوم لهم بعدها قائمة… والأيام بيننا!!!