كم بقي في عمر نظام العسكر؟!

كم بقي في عمر نظام العسكر؟!

من اللافت للانتباه.. أكثر من اي وقت مضى.. أن النظام الجزائري بات يبحث عن مخرج من الورطة الكبرى التي وضع نفسه فيها.. وكذلك بلادَه برمّتها.. منذ أن قدّم نفسه للعالم كقوة ضاربة مدافِعة عن حرية الشعوب المستضعفة.. والمقهورة.. حتى وهو يتخندق مع روسيا في غزوها غير المبرر ضد شعب أوكرانيا.. ومع بشار الأسد في تقتيله لشعب سوريا المكلومة.. ومع إيران في تحريكها للحوثيين ضد شعب اليمن وشعب السعودية.. وضد كل الشعوب التي مرت جحافل المرتزقة الإيرانيين بجانبها.. متلفعةً تارة بألوان حزب الشيطان.. وتارة بأردية الحرس الثوري.. وأحيانا أخرى بخِرَق الشيعة الذين لم يكفهم ما فعلوه في العراق وبلاد الشام فولّوا وجوههم البشعة شطرَ الشمال الإفريقي.. وكل ذلك.. ونظام الجزائر يَجِدُّ ويَكِدُّ ليُفرِش لها الطريق بالورود.. دون أن يعبأ بما تفعله إيرانُ ذاتُها في صفوف الجزائريين أنفسهم.. الذين تطوعت دولة الشياطين لإعانتهم على الانفلات من طوابير المهانة بجرهم إلى مذهبها الشيطاني.. لقاءَ فتات لا يسمن ولا يغني من جوع!!!

يحاول نظام العساكر العجزة أن يتبيّن الآن.. بالكاد.. مواطئ أحذيته الثقيلة فلا يجد إلى ذلك سبيلاً.. إذ قد غرقت رُكَبُه في وحل روسي إيراني يزداد عمقا مع مرور الوقت.. فلا يجد أمامه إلا قشّة الرئيس الفرنسي ماكرون.. الذي يسمع العالم صَخَبَ سقطتِه المدوّية هو الآخر.. داخل وطنه.. وهو بَعدُ في منتصف عُهْدَتِه الثانية والأخيرة… إنه التجسيد الصادق.. والمعبّر.. للحكمة الشعبية: “تَمَسَّك غريقٌ بغريق”!!!

عبد المجيد تبون.. من جهته.. يضع قدما في الشرق.. وأخرى في الغرب.. حتى أنه لم يعد يستطيع جمعهما ليقف وقفة معتدلة.. ومنتصبة.. ولذلك نراه تارة يفتح فجوة يسيرة في حاجز الدويلة التي صنعوها وجعلوها داخل الدولة.. وتارة أخرى يُعيد إيصادها بعد تتلقى أذناه قرصات موجعة من شيوخ العسكر.. فلا يجد بدوره سوى حضن ماكرون.. الذي صار في كل لقاء يُشبعه قبلات حارة لا يجد لها المتتبعون أي تفسير (!!!).

الوقت يمر.. وعقارب زمن العسكر تُسَرِّع دوراتِها باتجاه نهاية باتت محتومةً ووشيكة.. إنْ لم تكن بوفاة شنقريحة ومن معه.. فستكون بإصابته ومن معه بجلطات دماغية لا ريب أن شروطها البيولوجية قد توفّرت الآن بالذات.. والعالم كله يشهد على ذلك ويتوقع حدوثه بين يوم وآخَر!!!

روسيا اشتد عليها الأمر في حرب يبدو أنها خسرتها رغم كل مظاهر الغلبة التي تجتهد في الترويج لها بكل الوسائل.. أما إيران فقد لسعتها عقارب الواقع السياسي العالمي فاضطرت صاغرةً إلى القبول بوقف عدائها للسعودية ومن خلالها لبلدان الخليج العربي كافة.. والدخول مع الاتحاد الخليجي من بوابة السعودية في وفاق اضطراري لا مفر منه.. حتى لا تجد نفسها هدفا لنيران أمريكية إسرائيلية وخليجية لا ريب أنها ستكون مدمرة ومميتة… ولم يبق لعساكر الجزائر والحالة هذه.. وعلى رأسهم السي السعيد “حارس أعتاب الجمهورية الفرنسية”.. سوى البحث في برامج أولى الرحلات الجوية المتجهة صوب ابعد جنّة من جنّات التهرب الضريبي وتبييض الأموال المنهوبة والمسروقة جِهاراً.. ولتكن في جنوب أمريكا كما هو معلوم لدى الجميع.. ولا شك أن أموالا طائلة وثروات جزائرية خرافية قد تم تحويلها إلى هناك منذ مدة.. استعداداً لهجرة ميمونة للصوص العسكر العجزة سيتحدث عنها التاريخ الحديث عقوداً طويلة قادمة!!!

الوقت يمر الآن بسرعة البرق.. وعمر نظام العسكر لم يتبق فيه إلا آخر الرمَق… وبناته وأبناؤه قد فتحوا لهم في شتى بنوك الشرق والغرب والشمال والجنوب حسابات تَشيب لإحصائها ولِثُقْلِها الوِلْدان… والأيام بيننا!!!