صدور “استراتيجيات الاستدامة الثقافية في قصص الأطفال” للباحث عادل العناز

صدر مؤخرا عن “مؤسسة التفكير فنيا” بالإمارات، كتاب: “استراتيجيات الاستدامة الثقافية في قصص الأطفال” للباحث عادل العناز.
ويطرح الكتاب الذي يقع في 172 صفحة من القطع المتوسط، عدة أسئلة ملحة في الساحة الفكرية والأدبية من قبيل: “هل ستحافظ الأجيال اللاحقة على موروثاتها الحضارية الراسخة: اللغة، والهوية، والفنون، والموروثات المحلية، والعادات إلخ؟ وإلى أي حد تستطيع آفاق المؤسسات التربوية والثقافية تحقيق التلاقح الفعّال بين أسس الأصالة ومستحدثات المعاصرة؟ وما التصورات العلمية التي تستشرف هذه الهواجس المقلقة؟”.
وينقسم الكتاب الذي أنجز غلافه الفنان الإماراتي راشد المعلا إلى مدخل وقسمين (نظري في فصلين وتطبيقي في ثلاثة فصول).
ويتساءل هذا الإصدار، حسب المؤلف، “عم إذا كانت فلسفة الاستدامة الثقافية قادرة على تنجيع علاقة أدب الطفل بالذاكرة العربية، من دون أن نفرّط في المتطلبات التي تفرضها الرهانات الإنسانية المعاصرة؟ وعمّ إذا كان التراكم القصصي المتفاعل مع الذاكرة يستجيب للإشكالات الكونية في مجال التربية، والاستدامة البيئية، وقيم التعايش والتسامح ومجمل التطلعات المستقبلية؟”.
وفي هذا الصدد، تكمن أهمية هذا الكتاب في السياق الحالي، في استشراف أثر “الأدوار التي يضطلع بها أدب الطفل في مشاغل المستقبل، انطلاقا من عدّ قصص الأطفال أداةً تربوية وإبداعية من شأنها أن تستبق –في بعدها الاستراتيجي- إلى التوغل في التحديات التي تواجه البشرية، من قبيل: التنمية المستدامة، والتغيير المناخي، والقضاء على ظواهر التطرّف والتعصّب… لأن أدب الطفل، شعرا كان أم نثرا، هو خطاب جمالي قادر على إمتاع الناشئة من جهة، وتحسيسها بكل الظواهر المؤرقة من جهة أخرى”.
وحرص الكاتب على مقاربة عينات قصصية متنوعة حملت هاجس الاستدامة الثقافية، وتشمل تجارب من المغرب، والإمارات، ومصر، والكويت، وقطر، في مسعى ل “توسيع النقاش الدائر حول الإجراءات العملية الكفيلة ببلورة نموذج إرشادي متكامل، يجيب عن المعضلات التي تعترض المبدعين والتربويين، ويوجههم –بالموازاة مع ذلك- إلى مسالك إبداعية أكثر نجاعةً في استثمار مقومات الذاكرة الثقافية العربية على نحو منفتح ومستدام”.
كما رصد المشكلات التي تثيرها سياقات مجاراة الثقافات المحلية والهويات الوطنية العربية للتطوّر والتحديات الكبيرة التي يشهدها العالم في مجالاته الثقافية، والحضارية، والاجتماعية، والتواصلية.
وقال الباحث عادل العناز إن “هناك حاجة ملحة إلى توجيه عناية مبدعي أدب الطفل، قياسا ببعض التجارب الإماراتية والمغربية الناجحة، إلى استحضار فلسفة الاستدامة الثقافية، التي تسعف في وصل الماضي بالحاضر، والمحلي بالكوني، والأصالة بالمعاصرة، فضلا عن أنها تساعد على الانفتاح على الرهانات الإنسانية، خاصة فيما يتعلق بترسيخ القيم الوطنية، وعصرنة طرائق التعبير عن المورثات المحلية”.