سطات: التراث الثقافي اللامادي بالشاوية موضوع الملتقى الثقافي الثالث ببني خلوق

سطات: التراث الثقافي اللامادي بالشاوية موضوع الملتقى الثقافي الثالث ببني خلوق

احتضنت جماعة بني خلوق التابعة ترابيا لدائرة البروج إقليم سطات، اليوم السبت 23 مارس الجاري، 

فعاليات الدورة الثالثة للملتقى الثقافي حول موضوع"التراث الثقافي اللامادي بالشاوية" والذي تنظمه المديرية الإقليمية للثقافة بسطات وجماعة بين خلوق وجامعة الحسن الأول بنفس المدينة، بدعم من جهة الدار البيضاء سطات، بإشراف علمي لمختبر السرديات والخطابات الثقافية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.

وقد حضر هذا الملتقي المديرة الجهوية لوزارة الثقافة الدار البيضاء سطات ونائب جامعة الحسن الأول بسطات وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء والمدير الإقليمي لوزارة التربية والتكوين بسطات،  والمنتخبين وعدد من الأطر والأساتذة الجامعيين وطالبة باحثين وعدد من المهتمين بالموضوع.

وقد تم افتتاح الملتقى بكلمة رئيس جماعة بني خلوق وكلمة المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بسطات  وكلمة ممثل جهة الدار البيضاء سطات وكلمة ممثل جامعة الحسن الأول بسطات وكلمة ممثل جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، تلتها ندوات حول التراث اللامادي بالشاوية، فالموضوع الأول كان حول تقنيات جرد التراث الثقافي اللامادي بالشاوية، فيما الثاني كان حول دور الاستخبارات الفرنسية في الكشف عن أحوال المجتمع المغربي"بني مسكين نموذجا"، وكان الموضوع الثالث حول المنازل الفلاحية والدلالة المناخية، وحضور المرأة في الموروث الثقافي الشعبي بالشاوية عنوان الموضوع الرابع، فيما جوانب من التراث الثقافي بمجال بني مسكين كان عنوان الموضوع  الخامس.

كما تم خلال هذا الملتقى تقديم كتابين بقاعة المكتبة الأول يخص الدورة الثالث للملتقى والثاني للأستاذ نور الدين فردي، كما تخلله قراءات زجلية، ومعرض للمخطوطات النادرة ومعرض جماعي للفنون التشكيلية بإشراف جمعية تامسنا للفنون التشكيلية ومعرض للحرف التقليدية بالمنطقة وتقديم عرض للتبوريدة.

أكد رئيس جماعة بني خلوق الناجح عبد الرزاق، أن الجماعة في إطار الشراكة التي تجمعها بجامعة الحسن الأول بسطات وجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء في هذا العرس الثقافي تمد يدها لإخراج الجامعة من محيطها الحضري إلى المحيط القروي، مضيف أن وزارة الثقافة مشكورة تشجع العالم القروي لاحتضان مثل هذه التظاهرات، و أن المنطقة تعتبر فلاحية بامتياز إلا أنها أصبحت الآن منطقة ثقافية بامتياز.

وأوضح الناجح أن المتوخى من هذه اللقاءات ومن هذه التظاهرات الثقافية هو أن تلتفت وزارة الثقافة إلى البادية، مشيرا إلى أنها قد التفتت وقدمت وعود بخلق مركز ثقافي بالعالم القروي وهذه هي النتيجة المتواخاة،  مضيف انه من بين أهم النتائج المتواخاة هو أن جماعة بني خلوق كانت حاضرة بمعرض الكتاب بثلاث كتب تؤرخ للجماعة ولمنطقة بني مسكين.

وفي هذا الصدد، أكدت حفيظة خويي المديرة الجهوية لوزارة الثقافة بالدار البيضاء سطات، أن المنطقة تزخر بالتراث اللامادي، وانه في إطار إستراتيجية الوزارة الرامية إلى تثمين وصيانة هذا التراث سواء كان ماديا أو اللامادي سنت العديد من الملتقيات والعديد من التظاهرات التي تعطي له قيمته الحقيقية.

وأوضحت المديرة الجهوية، أن هذا الملتقى يأتي للتأكيد على أن الوزارة عازمة وبقوة على جرد هذا التراث الثقافي، لان عملية الجرد عملية مهمة في تثمينه، وانه يشتغلون على ملف التراث اللامادي منذ اكتر من ارع سنوات  باعتباره الرأسمال الحقيقي للإنسان وباعتباره يؤسس للذاكرة التاريخية لهذه المنطقة.

وأضافت أن النبش حول هذا التراث يؤدي بالوزارة إلى التفكير بجدية في وضع إستراتيجية لحفظ ذاكرة المنطقة، وفي هذا الإطار قامت الوزارة بخلق اتفاقية شراكة مع الجهة والفاعلين المحليين لانجاز متحف لصيانة ذاكرة جهة الدار البيضاء سطات.

عبد المجيد الجهاد أستاذ علم الاجتماع وعضو مختبر السرديات والخطابات الثقافية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أوضح بأنه بالنسبة لهذه المبادرة التي اتخذها مجلس بني خلوق هي مبادرة مهمة جد تأتي في نفس الأهداف التي يسعى المختبر وجامعة الحسن الثاني بالبيضاء إلى تحقيقها وهي محاولة رد الاعتبار إلى المهمش فهناك عدد من المناطق المهمشة، فالملتقى يأتي في إطار انفتاح الجامعة على محيطها الجهوي والمحلي،  والاحتفاء بالإعلام وتراث منطقة الشاوية باعتباره منطقة غنية بثرواتها البشرية والطبيعية والمناخية والحيوانية…

وقال الجهاد أنه في هذا الإطار فقد تم تنظيم الملتقى الأول حول ابن العربي الذي كان نزل بمنطقة كيسر خلال انتقاله من فاس إلى مراكش، والدورة الثانية التي نظمت السنة الماضية تندرج في نفس الأهداف وكانت في موضوع "أسئلة سوسيولوجية القروية بمنطقة الشاوية، وبالنسبة للملتقى الثالث فهو حول التراث اللامادي بمنطقة الشاوية  وخاصة بني خلوق، مضيف أن الهدف المحدد من الملتقى الثالث هو البحث في مجموعة من التعبيرات الثقافية اللامادية، مشيرا إلى انه في لسنة المقبلة سيشتغلون على موضوع التراث المادي، لكن بالنسبة لهذه السنة كان هناك التراث اللامادي أي محاولة استثمار المعطيات والتعريف بالمنطقة وما تزخر به من تعبيرات ثقافية، والهدف هو رد الاعتبار لهذا التراث الثقافي وإخراجه من النسيان، مضيف انه حاضر بقوة وهذا يشهد عليه التاريخ.