جمهوريات الموز الإفريقية والأمريكة-لاتينية: أي وصف آخر يليق بهؤلاء؟!
في منتصف غشت الماضي.. 2022.. أعلن وزير خارجية البيرو عن سحب حكومة بلاده لاعترافها بالجمهورية الصحراوية الوهمية.. المريخية.. والتي صدق من سمّوها “جمهورية الجزائر الجنوبية”..
وبرر الرئيس قرار حكومته بالالتزام بقرارات المجتمع الأممي.. والقانون الدولي.. الذي يشترط للاعتراف بأي كيان أن يكون عضوا في الأمم المتحدة.. وبالتالي مستوفياً لشروط “الدولة” كما يُعَرّفها القانون الدستوري عالمياً…
ولم يكد يكتمل شهر واحد على ذلك القرار المنطقي.. والمستجيب لمقتضيات القانون الدولي.. حتى عاد الرئيس البيروفي بيدرو كاستيلو ليعلن عودة حكومته إلى الاعتراف بجمهورية البوليساريو الفضائية.. ليس التزاماً بأي مبدأ أو غيره.. وإنما استسلاما لدغدغة الخزينة المالية الجزائرية.. التي لا تترك أحدا من عديمي الذمة والرجولة إلاّ اشترته ودفعت ثمنه تحت الطاولة.. دون أدنى احترام لدولته أو حتى مواطنيه.. الذين غالبا ما يكونوا مُغَيَّبين في ظل حكم استبدادي يفكّر قادته بأحذيتهم بدلا من عقولهم.. إن كانت لديهم عقولٌ بالأساس.. ودون أدنى التفات لما يعانيه شعب الجزائر من فقر ومهانة.. وهو يرى مُقَدَّراته يعبث بها سُفهاؤه بلا أدنى ذرة حياء!!!
ولم يعد يقتصر وصف “جمهوريات الموز” على كيانات أمريكا اللاتينية.. بل سرعان ما تحول هذا الوصف القدحيّ نحو القارة السمراء.. لتبدأ مع عودة المغرب إلى اتحاده الإفريقي.. ملحمة متجدّدة لشراء ذمم الرؤساء.. ووزراء الخارجية.. حتى شهدنا وشهد العلم بمعيتنا تجاذب رئيس دولة كينيا.. المنتخب بطريقة من الطرق.. يصارع ثيران الحكومة الآفلة ليكرس اعترافه بسيادة المغرب على صحرائه.. ثم وهو يعود من جديد.. ومن تلقاء نفسه.. ليُعيد اعترافه بجمهورية الواقواق.. بعد أن كان قد اتخذ كافة الإجراءات لإقفال مكاتبها وطرد كراكيزها من ترابه الوطني!!!
لا أحد.. في العالم أجمع.. يغيب عنه القصد الحقيقي من وراء تخصيص جمهورية الموز الكبرى.. الجزائر.. لمبلغ مليار دولار “لوكالة جزائرية للتعاون الدولي”.. وكأنّ الجزائر.. التي لا تجد حلاّ لغياب الحليب وزيوت الطاولة والعدس والبطاطس وحتى الغاز عن أسواقها.. أصبحت لها “وكالة للتعاون الدولي” على غرار الولايات المتحدة الأمريكية (AID).. والأكثر غرابة في كل هذا.. أن حكام الجزائر.. والشعب الجزائري برمته.. إلا من رحم ربّك.. لا يريدون أن يستمعوا إلى ضحكات السخرية السوداء المتردد صداها في كل بلاد العالم من حولهم.. وهي ترى هذا المشهد الخرافي: تبون بلحمه وعظمه.. يخصص مليار دولار لوكالة همّها الوحيد أن تشتري ذمم حكام أفارقة يتقزز العالم من مجرد ذكر أسمائهم.. لِما أبانوا عنه من انبطاحية.. ومن دونية وسقوط لا يعدلهما إلا تردّي “الماكْرُويَات” الذين يتعيّشون ويتربّحون على حساب غواني يبعن أجسادهن بلا أدنى عائد يستحق أن يشرعن سيقانهن من أجله!!!
الواقع أن تصنيف جمهوريات الموز لم يعد يفي بالغرض والحال على ما هو عليه.. بل صار من اللازم إبتكار وصف جديد يليق بالمقام… ليس للجمهورية المعنية وإنما لرئيسها/الظاهرة.. الذي يستحق كل الازدراء!!! ولربما كان وصف “الرئيس الديوت” أقرب والحالة هذه إلى الواقع..
مع شديد الاعتذار لديّوتات العالم!!!