المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بسطات يشرف على حفل بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء بمجموعة مدارس أولاد مومن
أشرف المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بسطات، عبد العالي اسعيدي، اليوم السبت 8 نونبر الجاري، على الحفل الذي نظمته مجموعة مدارس أولاد مومن تخليدا للذكرى 50 للمسيرة الخضراء المظفرة الملحمة الوطنية الخالدة التي جسدت تلاحم العرش العلوي المجيد بشعبه الوفي في أبهى صور الوطنية الصادقة والإيمان بالوحدة الترابية للمملكة.

وقد عرفت هذه التظاهرة التي مرت وسط أجواء مفعمة بالوطنية والاعتزاز، حضور رئيس مصلحة الشؤون القانونية والتواصل والشراكة والسلطة المحلية والدرك الملكي وشركاء المؤسسة وفعاليات المجتمع المدني والمنتخبين وجمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ وممثلي وسائل الإعلام.

وقد تم افتتاح هذا الحفل بآيات بينات من الذكر الحكيم وأداء النشيد الوطني تم زيارة المعرض الخاص بإنجازات المتعلمات والمتعلمين بهذه المناسبة، تلتهم كلمة مدير المؤسسة وكلمة المدير الإقليمي، كما تم الاستماع إلى الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده بتاريخ 31 أكتوبر 2025.

عبر المدير الإقليمي في كلمة له بهذه المناسبة عن سعادته بمشاركة هذه المؤسسة هذا الحفل الذي تنظمه على غرار عموم المؤسسات التعليمية بإقليم سطات بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، فعاليات تنظم داخل المؤسسات التعليمية حفلات ندوات ورشات للرسم وغيرها، الهدف منها ربط الماضي بالحاضر واستحضار القيم التي تمثلها هذه المناسبة، وزرع القيم الوطنية في نفوس التلميذات والتلاميذ واستحضار التضحية التي قام بها الآباء والأجداد، أيضا استحضار حاضر الصحراء المغربية والمستجدات التي عرفها هذا الملف التي جاءت تتويجا لربع قرن من العمل الدؤوب والهادئ الذي قاده صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، والذي جاء ليؤكد مغربية الصحراء من طرف المنتظم الدولي، وجاء أيضا ليعزز المجهودات الكبيرة التي بذلتها بلادنا في تنمية المناطق الجنوبية، كما جاء ذلك في تناغم مع مجموعة من التطورات التي تعرفها بلادنا منذ تربع صاحب الجلالة على عرش أسلافه المنعمين، في المجال الحقوقي والحريات والديمقراطية والتنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية وغيرها، حيث حظيت الأقاليم الجنوبية بالنصيب الوافر بطبيعة الحال كلنا فخورنا بهذا الأمر وكلنا أمل أن يتم الطي النهائي لهذا الملف.

وأضاف أن التطورات الأخيرة التي عرفها الملف جاء ترجمة للمكانة التي أصبح يحظى بها المغرب لدى جميع شركائه في المحيط القريب والإفريقي والأوروبي، وعموما في المجال الدولي أصبح المغرب يحظى بمكانة خاصة التي تم الوصول إليها بناء على عمل مضني يقوم به المغرب لتثبيت أقدامه على الصعيد الدولي.

كما أكد المدير الإقليمي أنه يجب أن نستثمر هذه المناسبات الوطنية سواء داخل الفصول الدراسية ومثل هذه الفعاليات لتذكير الناشئة بالمسار الذي قطعته هذه القضايا والتضحيات التي عرفتها المسيرة الخضراء والاستقلال وغيرها من المناسبات الوطنية، لكون المتعلمين هم الأمل لحمل المشعل هذه القضايا وتنمية البلاد وهم الثروة الحقيقية، واعتبر أن المؤسسات التعليمية لها مسؤولية كبرى بحكم أن تسهر على تكوين 8 مليون تلميذات والتلاميذ الذين هم أبناء المغرب وثروته ومستقبله، كأستاذات وأساتذة يجب استثمار تواجد هؤلاء التلميذات والتلاميذ داخل المؤسسات التعليمية لتعزيز الحس الوطني وغرس القيم الوطنية التي تشكل العمود الفقري لهذه البلاد، كما أشار إلى أن هناك مجموعة من الدروس الحاملة لهذه القيم التي يجب استثمارها واستغلالها لتمرير هذه القيم.

أشاد المدير الإقليمي بالمجهودات الكبيرة التي تقدمها الأطر التربوية والإدارية لهذه الناشئة، من أجل غرس قيم الوطنية والتشبث بالهوية المغربية في نفوسهم، مؤكدا أن تخليد مثل هذه المناسبات تشكل فرصة لتجديد الفخر بتاريخ الوطن وملاحمه البطولية، وتقدم بالشكر للأطر الإدارية والتربوية والشركاء لهذه المؤسسة الذين سهروا على إعداد هذا الحفل في حلة، دعا شركاء المؤسسة المحيطة بالمؤسسة سوء منتخبون أو سلطات أو مجتمع مدني والأمهات والإباء إلى دعم هذه المؤسسة وجميع المؤسسات .

ومن جانبه، عبر مدير مجموعة مدارس أولاد مومن، عن اعتزازه بتنظيم هذا الحفل الوطني، مبرزا أن الهدف منه هو غرس روح الانتماء والوطنية في نفوس التلاميذ، وتعريفهم بمعاني التضحية والوحدة التي جسدها أبطال المسيرة الخضراء، كما تقدم بالشكر الجزيل لكل الأطر التربوية والإدارية وشركاء المؤسسة الذين ساهموا جميعا في إنجاح هذه الفعالية، مؤكدا أن المدرسة تبقى فضاءً لترسيخ القيم الوطنية والاعتزاز بالهوية المغربية الأصيلة.

وقد تخلل الحفل تنظيم مجموعة من الأنشطة التربوية والفنية والثقافية التي أبدع في تقديمها المتعلمات والمتعلمين تحت إشراف الأطر التربوية، من عروض مسرحية وأناشيد وطنية، ومسابقات فكرية ولوحات تشكيلية تجسد مشاهد من المسيرة الخضراء وروحها الوطنية المتجددة، التي تروم إلى ترسيخ قيم المواطنة لدى التلاميذ و تعريفهم بالقيمة التاريخية والحضارية لحدث المسيرة الخضراء و جعل المتعلمين في قلب هذا الحدث التاريخي والوطني الخالد.

وقد تم اختتم هذا الحفل بتوزيع جوائز على التلاميذ المتفوقين وكذا شهادات تقديرية للفاعلين و الشركاء تقديرا على مجهوداتهم، وأخذ صور تذكارية مع الأطر الإدارية و التربوية و الضيوف الحاضرين.

وتأتي هذه الأنشطة في إطار تعزيز القيم المواطنة والاعتزاز بالانتماء للوطن، واستحضار الملحمة الوطنية الكبرى التي دعا إليها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه سنة 1975، حين لبّى نداءه أكثر من 350 ألف متطوع ومتطوعة لاسترجاع الأقاليم الجنوبية إلى حضن الوطن الأم، وترسيخ ثقافة الانتماء والتضامن التي تميز الشعب المغربي.
