“يوم الحجاب” يثير جدلا كبيرا في أحد المعاهد الفرنسية
اثارت مبادرة تدعو الطالبات الى ارتداء الحجاب امس الاربعاء في احد المعاهد الفرنسية الكبيرة جدلا جديدا في بلد سبق ان شهد نقاشات واسعة حول مسألة الحجاب.
واطلقت “يوم الحجاب” عبر “فيسبوك” مجموعة طلاب في معهد العلوم السياسية في باريس، المؤسسة العريقة التي تخرج نخبة الطلاب في البلاد والعديد من الطلاب الاجانب.
ووزعت عشرات الطالبات صباح امس الاربعاء منشورات في بهو المعهد امام طاولة مغطاة بحجابات ومناديل.
وقالت ليتيسيا التي شاركت في تنظيم اليوم ان هدف المبادرة "توعية الناس وفتح النقاش وإفساح المجال للنساء المحجبات للتعبير لا سيما انهن غالبا ما يشكلن محور النقاش من دون إن يتم الاستماع إليهن".
ونفى الطلاب المشاركون ان يكونوا في طور الترويج للاسلام.
وقالت ايمان "نحن لا نجبر احدا". واضافت انها ارتدت الحجاب للمرة الاولى "هذا الصباح في المترو" ولاحظت ان الناس من حولها بداوا ينظرون اليها.
ومنذ الاعتداءات الجهادية في عام 2015 في باريس، تكررت الحوادث المعادية للمسلمين في فرنسا التي تضم المجموعة المسلمة الرئيسية في اوروبا وتقدر بحوالى 5 ملايين شخص.
وفي وقت اشاد بعض الطلاب ب"خطوة حوارية"، لاقت المبادرة استنكارا شديدا لدى الطبقة السياسية وعلى شبكة الانترنت.
وغرد الفيلسوف برنار هنري ليفي على "تويتر"، "يوم الحجاب في كلية العلوم السياسية: متى يوم الشريعة؟ ويوم الرجم؟ ويوم العبودية؟".
واعربت شخصيات معارضة يمينية عن "رفضها" للمبادرة.وغرد النائب برونو لو مير من حزب الجمهوريين "لا للتبشير".
اما وزيرة حقوق النساء الاشتراكية لورانس روسينيول فنددت بـ"المبادرة كشكل من اشكال الاستفزاز″.
واعتبرت ادارة معهد العلوم السياسية في بيان ان نقل هذا النقاش الى داخل المعهد "مشروع″، لكن اقامته "داخل معهد العلوم السياسية لا يعني انه ينال اي دعم منه".
وتمنع السلطات الفرنسية، باسم العلمانية الرموز الدينية في المدارس. غير انها تسمح، باسم الحرية، بالحجاب في حقل التعليم العالي الذي يرتاده الراشدون.
واعتبر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الاسبوع الماضي انه يجب وضع قانون لمنع الحجاب في الجامعات، غير ان الرئيس فرنسوا هولاند عارض ذلك، قائلا انه لن يكون هناك منع للحجاب.