في وقفة تضامنية .. القاضي الهيني يودع مقر عمله على متن دراجة هوائية
تظاهر العشرات من الحقوقيين والمحامين والنشطاء السياسيين والمواطنين والمعطلين عشية اليوم الخميس 18 فبراير في الساحة المقابلة لبنك المغرب بالعاصمة الرباط، احتجاجا على عزل القاضي محمد الهيني، وللمطالبة باستقلال القضاء.
وهتفت حناجر المحتجين في الوقفة التي دعت إليها "لجنة دعم استقلالية القضاء وإنصاف القاضي الهيني"، بشعارات قوية، من قبيل:"الشعب يريد استقلال القضاء"، "المغرب أرضي حرة والرميد يطلع برا والفساد يطلع برا"، "الشعب يريد إسقاط الفساد"، "الهيني راسو مرفوع مامشري ما مبيوع"، "القضاة عزلتوهوم والمفسدين خليتوهوم.."
وخلال لحظة وصول القاضي محمد الهيني إلى مكان الوقفة، ازداد حماس المتظاهرين الذي تحلقوا حوله، رافعين شعارات أكثر قوة ضد وزير العدل والحريات مصطفى الرميد، مطالبين باستقلال كامل للقضاء.
وقال الهيني في معرض حديثه في ختام الوقفة:" أنا حكمت لصالح المعطلين، وها أنا الآن معطل مثلهم"، مشيرا إلى أن "العطالة الحقيقية هي عطالة الفكر"، مؤكدا "أن تجار الدين يريدون قضاء على مقاسهم، وقضاء التعليمات، وأن الرميد يريد أن يجعل من القضاء المغربي، رماديا على هواه".
وشهدت الوقفة حضور قامات حقوقية وسياسية وقضائية، كالناشط النقابي عبد الحميد أمين، وعبد الرزاق بوغنبور منسق الإئتلاف المغربي لحقوق الإنسان، و محمد الزهاري الرئيس السابق للعصبة المغربية لحقوق الإنسان، والنقيب عبد الرحمان بنعمرو الكاتب الوطني لحزب الطليعة، والإعلامي خالد الجامعي والنقيب عبد السلام البقيوي، وعدد من الوجوه الناشطة في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وعدد من المعطلين والمواطنين، كما عرفت الوقفة متابعة إعلامية كبيرة.
وقد غادر القاضي "الهينى" المعزول مغادرة، مقر محكمة الإستئناف بمدينة القنيطرة، حيث كان يزاول مهامه، على متن دراجة هوائية، تماما كما فعلت وزيرة العدل الفرنسية، "كرستيان توبيرا"، التي قدمت استقالتها، قبل أسابيع، من حكومة "هولاند" احتجاجا على مشروع قانون سحب الجنسية وقررت، في لحظة مؤثرة، انهمرت لها دموع عشرات الحاضرين.