دعم “الجفاف” غير كافي، والتخوف من عدم وصوله إلى الفئات المستهدفة

بعدما أعلنت الحكومة المغربية خلال الأيام الماضية القليلة عن برنامجها لمواجهة آثار ظاهرة الجفاف، للحد من تأثيره على النشاط الفلاحي،

 وخصصت له غلاف ماليا مهما قدر ب 5.3 مليار درهم، ويرتكز على 3 محاور هم إغاثة الماشية وحماية الموارد النباتية ومواصلة دعم الفلاحةالتضامنية، وهذا الإعلان سيخلف وقع وردود أفعال على صغار الفلاحين المعنيين بالدرجة الأولى من هذا البرنامج، وللوقوف على وقع هذا البرنامج على صغار الفلاحين، استقت "الخبرية 24" مجموعة من ردود فعل للفلاحين ومسؤولين.

اتصلت "الخبرية 24" هاتفيا بالسيد المصطفى القاسمي رئيس المجلس الإقليمي بسطات وفلاح بمنطقة بني مسكين، الذي صرح أن الدعم يشمل الشعير فقط ، فحين باقي الأعلاف لم يتم دعمها، وطلب بان يشمل الدعم كافة الأعلاف،  حتى تحافظ المواشي على توازنها، وبخصوص الموزعين الذين  سيتم انتقائهم لتوزيع الشعير المدعم على الفلاحين اشار الى انه يجب أن يخضعوا لمراقبة الجهات المختصة حتى يتم زجر كل شخص يتسنى له التلاعب بمعاناة الفلاحين، حيث ان الفلاحين خلال اقتنائهم المواد المدعم يجدون تلاعب في الوزن، حيث ان ما قاموا باقتنائه وزنه يقل على الوزن المصرح به ، وأشار إلى انه يجب أن يتم منح توزيع الشعير المدعم للسلطة المنتخبة تحت مراقبة السلطة المحلية وان يتحمل معا مسؤوليتهما، وأكد أن أثار الجفاف هذه السنة سيستمر وقعه إلى غاية سنة 2017 لدى يجب أن يستمر الدعم إلى غاية 2017، وأشار إلى انه يجب على الجهات المعنية أن تتخذ الإجراءات اللازمة بخصوص الأمراض التي تصيب المواشي، وأكد أن المخطط الأخضر لوزارة الفلاحة لم يشمل إقليم سطات مع العلم أن الإقليم يتوفر على الآلاف الهكتارات  من الأراضي إضافة إلى سدين "سدة المسيرة" و"سد برج الدورات"، وان أراضي بني مسكين تتميز بتربتها الدافئة لا تحتاج إلى الأسمدة"الفوسفاط"، وان الساكنة بالإقليم تطالب بان يشمل المخطط الأخضر للفلاحة إقليم سطات، وأكد على ضرورة توعية الفلاح بالمساعدات التي تقدمها الدولة، حتى يتسنى للفلاح من معرفة المساعدات وما تتطلبه من وثائق، لكون الفلاح عندما يريد الحصول على احد المساعدات المقدمة من وزارة الفلاحة يظل يتنقل بين الإدارات إلى أن يتعب ويذهب إلى حال سبيله، كما أشار إلى أن وزير الفلاحة والصيد والبحري سيحل بالغرفة الإقليمية لوزارة الفلاحة بسطات بخصوص تدابير البرنامج الحكومي لمواجهة آثار ظاهرة الجفاف خلال الأيام المقبلة.

صرح السيد عبد الرحيم الاطمعي، عضو بغرفة الفلاحة، ونائب الأرضي السلالية أولاد سليمان وفلاح بمنطقة المزامزة، الذي استضافته الجريدة، أنه سيتم تقديم  الدعم الفلاحين  إلى حدود 5 بقرات،  وتسأل عن مصير باقي الفلاحين الذي يتوفرون على أكثر من ذلك، وأشار إلى كون 200 درهم للبقرة غير كافية لتغطية حاجيات الماشية، لكون البقرة الواحدة تستهلك يوميا من العلف ما يفوق 30 درهم، وان الفلاح لا يتوفر على الحبوب الكافية للعيش وان الأمر سيتفاقم خلال سنة 2017، وطلب بان يشمل الدعم باقي الأعلاف، وأشار إلى أن الحكومة خلال برنامجها هذا كان يجب عليها أن ترعي خصوصية كل منطقة على حدة، واعتبر أن ما قاله رئيس الحكومة حول السقي أن هناك %61 عبث حيث انه بإقليم سطات لا تتعدى المساحات التي يتم سقيها 10%، وأشار أن ما تقوم به الغرفة الفلاحية بالنسبة للفلاحين لا يساوي شيئا، وأكد أن الفلاحين ليس لهم إطار ينظمهم كتعاونيات مشتركة حتى يكون لهم صوت مسموع، كما أنهم لا يستفيدون من دورات تكوينية، ولا من حملات التوعية التي تخصصها وزارة الفلاحة.

كما استضفت "الخبرية 24"احد المسؤولين بمندوبية الإقليمية بسطات، الذي صرح انه في إطار البرنامج الحكومي للحد من أثار الجفاف، تم خلق لجنة على الصعيد الإقليمي تتكون من المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية والمكتب الوطني للسلامة الصحية والمديرية الإقليمية لوزارة الفلاحة، الغرفة الفلاحية والسلطة المحلية، ستعمل على إيصال الدعم لمن يهمه الأمر، وأن الدولة ستتحمل مصاريف النقل من مراكز الربط إلى المستفيدين بالنسبة للجماعات المعزولة، وان هذا الدعم الهدف منه هو الحفاظ على القطيع والسلالة، أن من سيتفيد من هذا الدعم هو الفلاح الذي يتوفر على بقرة حتى خمس بقرات، وشار إلى كون أن قرار اللجنة  تتخذه بسرعة، وأشار إلى انه منذ 5 سنوات تم حذف المبلغ سنوي مخصص للكوارث، وأشار إلى أن شركات التامين مددت اجل التأمينات على الجفاف إلى نهاية شهر دجنبر، إلا أن مليون شخص من عمل على تامين حول الجفاف وهم من سيستفيدون من التعويضات في هذا الباب.

فيما عبر عدد من الفلاحين بإقليم سطات عن فرحتهم بالتفاتة المولوية لصاحبة الجلالة الملك محمد السادس الذي يهتم بالفلاحين،  واستبشروا خيرا بهذه المبادرة، و طلب الفلاحين البسطاء من الجهات المعنية، التدخل من اجل إعفائهم من ديون القرض الفلاحي بمناسبة موسم الجفاف، كما يتمنون أن تصلهم هذه المساعدات وتحقق أهدافها، وان لا تتخللها تلاعبات، مما يحول دون وصول الدعم إليهم.    

فحين أن عدد من الفلاحين صرح انه لا علم لهم علم بالبرنامج الحكومي لمواجهة آثار ظاهرة الجفاف، ولا الدعم الذين سيتفيدون منه، وابدوا تخوفهم من عدم وصول هذا الدعم للفلاحين الصغار، خاصة وأنهم لا يعلمون المساطير التي يتطلبها الوصول إلى هذا الدعم.