حسان أبو حفص..عصاميتي حفرتها بأظافري على سند مطاوع
كيف كانت البداية ؟
كنت في حالة هديان وأنا أتسلم هدية من قريب لي كان يعيش في ديار المهجر،كانت الهدية على شكل علبة صباغة ومجموعة من الفرشاة ، وكان سني حينذاك لا يتجاوز الثامنة ،تسلمت العلبة وعينا صاحب الفضل تقول لي في صمت تقدم يا فنان وحقق لي ما كنت أتمناه،علمت في ما بعد أن قريبي كان يعشق الفن التشكيلي،مرت السنين وأنا في محرابي أمارس جنوني الممتع ،وأصبحت الغرفة زاوية وركنا لمجموعة من أصدقائي الذين يمارسون أو يعشقون الفن التشكيلي.
هل تتذكر أول لوحة قمت برسمها ؟
أذكر أن أول لوحة لي كانت لسفينة شراعية يتقاذفها عباب البحر نحو شاطئ صخري ووميض الشمس يتلألأ على مويجات البحر. أحتفظت بها لمدة طويلة وقد كانت أبعادها تقدر تقريبا 45سنتمترمربعة.
ماذا فعلت بهذه اللوحة؟
اهديتها لصاحب الفضل لأقول له بلغة العيون ها أنا قد أوفيت العهد، وإني عند حسن ظنك بي، وشكرته على حسن صنيعه، وشكرني على الهدية.
من هو الفنان التشكيلي حسان أبوحفص ؟
دخلت عالم التشكيل من شباك نافذته، علما أني أستاذ علوم فيزيائية ، لم تتح لي الفرصة لأدرس بإحدى المعاهد الأكاديمية للفنون الجميلة ، ولم أفكر قط في هذا الموضوع ، لعدم وجود توجيه سليم ، مسقط رأسي مدينة الفوسفاط اليوسفية مدينة هادئة كباقي المدن كانت تزخر بالأنشطة الثقافية المتنوعة في السبعينيات من القرن الماضي ترعرعنا داخل أندية سينمائية وقاعات العروض وبدور الشباب، كان أول معرض لي بمدينة أبن احمد سنة 1984 بعد ذلك انتقلت إلى مدينة سطات ادرس مادة العلوم الفيزيائية وكانت البداية الحقيقية لي في مجال التشكيل ، بفضل توجيهات مجموعة من الفنانين التشكيليين استطعت أن أنحث اسمي في سماء التشكيل وقد شاركت في العديد من الملتقيات الوطنية بعدة مدن، وساهمت في رسم العديد من الجداريات سواء بمدينة سطات أو خارجها. وقد تم تكريمي بالدار البيضاء بالمكتبة الوسائطية ، كما تم تكريمي أيضا بمدينة اليوسفية وبسطات من طرفة تنسيقية الجمعيات، وبمدينة شفشاون، اشكر جريدة الصحراء المغربية على هذه البادرة الطيبة التي خصصتها لنشر الثقافة البصرية والتعريف بهاو برواد الفنون الجميلة والثقافة بصفة عامة شكرا أيضا للأخوة المراسلين والصحفيين على نبل مشاعرهم .
بمن تأثرت من الفنانين التشكيليين المغاربة ؟
في مرحلة شبابي تأثرت بالفنان المعطي مكرم بطل مغربي في الجمباز من أبناء اليوسفية وهو أيضا أستاذ علوم فيزيائية . وتأثرت أيضا بالفنان الكبير عبد القادر غربال سريالي مغربي، أعجبت أيضا بلوحات لفنانين عالميين فقد استهوتني لوحة لجوكندا أو ما يسمى بالموناليزا وقد أعدت رسمها في عدة مناسبات، كما أن هناك العديد من الأسماء المغربية التي تستهويني أعمالهم ، لكن ما يحز في نفسي هو غياب نقد تشكيلي حقيقي بناء، علما أن النقد التشكيلي هو احد الدعامات الأساسية للحركة التشكيلية المغربية. بالإضافة إلى أن هناك فوضى عارمة في مجال تنظيم الملتقيات التشكيلية التي تسيء إلى الحركة التشكيلية المغربية، وهنا أوجه النداء لوزارة الثقافة أن تصدر قوانين لمحاربة مرتزقي الملتقيات الفنية فالفنان التشكيلي يعاني من فرض واجب المساهمات ليشارك في بعض الملتقيات.