تقديم “إمارة البئر” لمحمد سالم الشرقاوي بكلميم وأسا.. رواية تغوص في أعماق التقاليد الصحراوية
أقيم مؤخرا حفلان على مستوى جهة كلميم واد نون، لتقديم رواية الكاتب والإعلامي محمد سالم الشرقاوي الصادرة بعنوان “إمارة البئر”.
احتفى المشاركون في اللقاءين الذين نظمتهما المديرية الجهوية للثقافة لجهة كلميم واد نون بتعاون مع جمعية “أخزان” للتنمية والتعاون، بمدينتي كلميم وأسا، بالرواية التي تتيح للقارئ وقفة للغوص في أعماق العادات والتقاليد الصحراوية.
وحسب المؤلف الشرقاوي، فإن هذه الرواية، التي تندرج ضمن "أدب الصحراء"، ترصد جانبا من الواقع اليومي للصحراء كما عايشه الكاتب منذ أواسط سبعينيات القرن الماضي وتتيح للقارئ وقفة الغوص في أعماق العادات والتقاليد الصحراوية.
وأضاف في تصدير للكتاب، أن هذه الرواية تغوص في أعماق الموروث الثقافي لمجموعات بشرية لا يجمعها بالضرورة الانتماء العضوي بقدر ما ترتبط وتتفاعل مع هذا الفضاء اللامتناهي وما ينتج عن ذلك التفاعل بين الناس وبيئتهم من مواقف وعلاقات وصراعات أحيانا.
ويتضمن هذا النص الروائي ، الذي يأخذ من تيمة" الماء " أساسا للسرد ومجالا لحركة شخصيات الرواية ، ثلاثة فصول، الأول بعنوان "أصل الحكاية" ويضم أربعة عناوين فرعية وهي بيت (السبع)، ودقة الميزان، وسيرة الإخلاص، وطريق (الصلاح)، والفصل الثاني موسوم ب"وصل الحكاية" ويتفرع إلى أربعة عناوين أيضا وهي إمارة البئر، وسندات المشورة، وشاحنة الصهريج، و"دوار العسكر". أما الفصل الثالث للرواية، التي تقع في 305 صفحة من القطع المتوسط، والصادرة عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر، فيتصدره عنوان مخيم "الرقيبة"، والسيدة "الأولى"، والزحف العظيم، ثم ليلة الأنوار. وبخصوص القيمة الأدبية التي ستضيفها هذه الرواية للمشهد الثقافي، أكد المؤلف ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا العمل الروائي سيساهم في نقل التراث الشفاهي الغني في الثقافة الحسانية الصحراوية إلى أثر مكتوب، والتأسيس "لما أسميه بأدب الصحراء من أجل أن نرتقي بفهمنا للصحراء في امتداداتها الطبيعية والبشرية والإنسية، إلى مدارج أخرى، لا علاقة لها بالصور النمطية التي تتراءى لنا بن الفينة والأخرى لصالح هذا الاتجاه أو ذلك".
ومن أجل تفكيك جماليات هذه الرواية من حيث البناء والسرد والتخيل، نظمت على هامش هذه الحفلين ندوتان الأولى بعنوان "بناء الشخصية في الرواية من خلال شخصية الضابط منصور في رواية إمارة البئر" أطرها الجامعي والناقد إدريس الناقوري، والثانية تطرقت لجوانب البناء الرمزي للرواية، وأطرها كل من محمد أيت لعميم ومحمد البوغالي من جامعة القاضي عياض بمراكش.
يذكر أن محمد سالم الشرقاوي، المزداد بمنطقة البيرات بإقليم آسا الزاك ، هو كاتب متخصص في سوسيولوجيا التواصل، حاصل على الدكتوراه في التواصل من جامعة سيدي محمد بن عبد الله، وسبق أن صدر له كتابان آخرهما بعنوان "منهاج التفاصل في سوسيولوجيا التواصل"، وهو دراسة تقارب أثر الرسالة الإعلامية في الحد من الظواهر الاجتماعية ومنها ظاهرة حوادث السير في المغرب، التي شكلت عينة البحث في الدراسة.