تفاصيل جريمة الجثة المتفحمة التي عثر عليها ببني مسكين بسطات

لم تكن السيدة"ع ر" المهاجرة بالديار الهولندية والبالغة من العمر حوالي 57 سنة، وتنحدر من مدينة ابن سليمان ذات أصول دكالية، على علم انها بعودتها إلى ارض الوطن من اجل قضاء مآربها ستنتهي حياتها بطريقة مأساوية على يد أشخاص تثق فيهم.

اختفاء سيدة مهاجرة بالديار الهولندية من سيدي بنور

السيدة استقلت الطائرة من هولندا إلى مطار منار بمراكش حيث وصلت على الساعة الرابعة ونصف زوال يوم الخميس 3 دجنبر الجاري، لتأخذ القطار في اتجاه مدينة الجديدة ومنها إلى سيدي بنور بواسطة سيارة الأجرة من الحجم الكبير حيث يوجد منزل العائلة التي هي إحدى ورثته، والذي  قضت به الليلة، لتغادر صباح اليوم الموالي في اتجاه مدينة الجديدة ثم إلى البيضاء حيث اختفت عن الأنظار لم تعد تجيب عن هاتفها، لتبدأ رحلة البحث عنها من طرف أفراد عائلتها، يوم السبت خاصة وان ابنتها الوحيدة المتواجد بالديار الهولندية بدورها كانت تتصل دون مجيب، و التي اضطرت إلى الحضور على وجه السرعة إلى ارض الوطن من اجل البحث عنها.

 

العثور على جثة أنثى متفحمة ببني مسكين والشرطة العلمية بسطات تحدد هويتها

تم العثور على جثة أنثى متفحمة وسط ارض فلاحية تسمى الكوشة بدوار أولاد موسى التابعة ترابيا لجماعة بني خلوق قيادة بني مسكين الغربية دائرة البروج إقليم سطات، التي تم نقلها الى المستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات من اجل التشريح، كما تم رفع البصمات من اليد اليسرى للضحية وإرسالها إلى الشرطة القضائية الولائية بسطات من اجل تحديد هوية الضحية، حيث ان الشرطة العلمية والتقنية، تمكنت من تحديد هوية الضحية ليتبن انها"ع ر".

الوصول الى المتهم

الأبحاث والتحريات التي باشرتها عناصر الدرك الملكي بتنسيق مع قائد سرية سطات قادت الى تهديد هوية المتهم، حيث تم في بادية الامر الاستماع الى مجموعة من الاشخاص من ابناء المنطقة حيث عثر على الجثة الذي اكدوا انهم قدموا المساعدة لاحد الاشخاص الذي كان على متن سيارة سوداء اللون لاخراج هاته الاخيرة التي كانت عالقة بالقرب من مكان الحادث، وأعطوا مجموعة من الأوصاف تخص المشتبه فيه، كما تم خلال البحث في محيط الضحية الى تحديد هوية المتهم ويتعلق الامر باحد الاشخاص"س غ" الذي كان يهتم بخدمتها عندما تحل بارض الوطن.وتم  اصدار مذكرة بحث وطنية في حقه والبحث عنه وتفتيش منزله، ليعمل على تسليمه نفسه لعناصر الامن بحي البرنوصي، التي عملت على تسليمه الى رجال الدرك.

عائلة الضحية تأكد اختفائها

أكدت عائلة الضحية أنها على معرفة بشخص "س صباغ" الذي يعمل على خدمتها وقضاء حاجيتها، وانها حضرت الى منزل العائلة يوم الخميس، حيث قضت الليلة هناك وغادرت في اليوم الموالي، وانها اشتكت من سواء الاستقبال حيث رفضت النزول عند أي احد من إخوانها، وفضلت المبيت في الشقة المغلقة المخصصة للورثة، الا انها بعد محاول إرضائها  ومصالحتها، قضت الليل عند احد إخوانها، وغادرت في اليوم الموالي المنزل في اتجاه الجديدة ثم الدار البيضاء، وانها كانت تتوفر على مبلغ مالي قدر ب1800 أورو قصد شراء مسكن بمدينة الجديدة لفائدة ابنتها، ومصروف الجيب قدر ب500 اورو ومجموعة من الوثائق الخاصة بثبوت هويتها ووثائق تتعلق بالمنزل الذي كانت تريد شرائه لابنتها وبطائق خاصة بالابناك ودفتر شيكات، وهاتفين ذكيان، وحلي كانت ترتديها.

بداية علاقة المتهم بالضحية

بعد توقيف المتهم واقتياده الى مقر المركز القضائي للدرك الملكي بسطات، وخلال البحث معه، أفاد انه تعرف على الضحية ما يقارب على ثلاث سنوات، وذلك عندما كان بصدد تبيض العمارة التي تقطن بها، وطلبت منه طلاء مسكنها، وتعاملت معه بسخاء، وبعد سفرها تبادل الاتصالات الهاتفية وفي كل مرة كانت تحل بالمغرب ونظرا لتوفره على سيارة كان يستقبلها بالمطار ويعمل على نقلها وقضاء حاجياتها وقضاء اليوم معها كاملا، كما انه اصبح يرفقها في جميع تنقلاتها مرة لوحدة ومرة بمعية ابنتها التي عمل على إحضارها من المطار رفقة صديقتها، وخلال شهر رمضان الماضي كان يقضي معها اليوم بكامله وانها زارته بمنزله خاصة وان امه قد سافرت الى مسقط راسها، حيث كانا يتناولان وجبة الفطور مرة بمنزله ومرة بمنزلها لتتطور العلاقة بينهما من علاقة ود واحترام الى علاقة عاطفية، تحدثا من خلالها عن الزواج والهجرة معها الى الديار الهولندية، واكد خلال تصريحاتها انها طلبت منه كتمان سر علاقتهما الى حينه، وبعد عيد الفطر عادت الى الديار الهولندية وانه طلب قبل مغاردتها بان تقرضه مبلغ 7 الف درهم، الا انه اخبرته بعدم توفره علي الملبغ لكونه تريد اقتناء منزل بالجديدة وعملت على مده بمبلغ 5 الف درهم الف درهم عبارة عن هدية والباقي عبارة عن قرض، وظلت العلاقة مستمرة بينهما.

المتهم يعترف وياكد ان شقيقها من حرضه وشاركه

وعن الحادث أفاد أنها الضحية اتصلت به وأخبرته بأنها حلت بأرض الوطن وستقضي ليلتها مع أفراد عائلتها بسيد بنور، وان لها مشاكل مع إخوانها حول الإرث خاصة "ب"، وانه نفس الليلة اتصل به أخوها "ب" يشتكي هو الأخر من مشاكل مع أخته وعرض عليه قتلها مقابل اخذ نصيبها من الإرث عبارة عن شقة، ليوفق على العرض، حيث التقى هو وأخيه في اليوم الموالي يوم الجمعة، بمحطة القطار عين سبع حيث كان ينتظر وصول الهالكة التي عند وصولها اخبرها ان لديه مفاجئة لها وليجمع بينها وبين اخيها بحجة انه يريد إجراء مصالحة بينهما، حيث انتقلوا جميعا على متن سيارة تخص اخ الهالكة حيث اقترح عليهما الاتجاه الى احد المطاعم ليتجه بعدها الى المحمدية ثم ابن سليمان ، حيث كانوا يتبادلون الحديث عن مشاكل القائمة بينها وبين أخيها، ليسلك بعدها الطريق عبر برشيد فسطات تم يتجه صوب مسقط راسه بعدما اوهمها انه سيقضي حاجياته هناك، وعندما وصول الى مكان الحادث توقفت السيارة وترجل منها المتهم وعمل على اخذ مفتاح البراغي"كروازي" من الصندوق الخلفي ووجه به ضربة للضحية على مستوى الرأس، التي بعد تلقيها الضربة قلت له"اعتقني أ"س""، وحمل أخيها بوشعيب آلة الحديدية ووجه لها ثلاث ضربات على مستوى الرأس وجرها ورمى بها أرضا وحاولا الفرار الا أن السيارة علقت، مما اضطر معه إلى طلب مساعدة من الساكنة المجاورة، وطلب من اخيها التواري عن الانظار، وعندما ساعده الساكنة اتجه بسرعة الا ان اختفى عن الانظار  ليعود لاخذ اخ الضحية الذي اخبره ان عمل على حرق الضحية، وغادر المكان قبل ان يفترق بمدينة سطات، اتجه المتهم الى الدار البيضاء وشريكه بقي بمدينة سطات، وانه في اليوم الموالي عاد الى مدينة سطات حيث تاكد من وفاة الضحية وعاد الى حيث يقطن، وظل يتسكع خاصة بعدما علم ان الدرك والشرطة حضروا الى منزله ويبحثون عنه الى انه عمل على تسليم نفسه الى الامن بعدما طلبت منه امه ذلك.

أم المتهم تأكد أن العلاقة تدهورت بينه وبين الضحية

تم الاستماع إلى أم الضحية وأخواله، حيث أكدت الأم على أن ابنها كان على علاقة مع الضحية وانه كان ينوي الزواج بها والهجرة معها، وانه اخبرها ان العلاقة بينهما قد تدهورت في الآونة الأخيرة وانقلبت عليه، فيما اكد أخواله ان المتهم كان يتوفر على سيارة سوداء اللون في أخر مرة كان بها في مسقط راسه حيث غادر رفقة امه يوم الاربعاء قبل يوم الحادث.

اخ الضحية ينفي المنسوب اليه

اخ الضحية انكر المنسوب اليه واكد انه يوم الحادث قضى اليوم رفقة عائلته وبعد الظهر اتجه وزوجته وابنائه رفق اخيه مهاجر بالديار الهولندية الى الجديدة حيث ظل مع اخيه الذي اقتنى مجموعة من المسلتزمات التي ينوي اخذها معه الى هولندا وضرب موعد مع زوجته وابنائه للالتقاء ساعة ونصف تقريبا باحد المقاهي بعدما افترقوا، وهو ما حصل حيث تناولوا وجبة العشاء عبارة عن سمك بالجديدة ليعود الى سيدي بنور ليلا، وهذا ما اكدته زوجته واخيه.

التحقيق التفصيلي  بتاريخ 19 يناير المقبل

المتهمان تم الاستماع إليهما وإحالتهما على انظار النيابة العامة لدى استئنافية سطات بعد انتهاء تدابير الحراسة النظرية، الاول من اجل القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد وتشويه الجثة وحرقها، طمس معالم الجريمة مع استعمال ذات محرك، والثاني من اجل المشاركة، وقد التمس الوكيل العام من قاضي التحقيق اجراء تحقيق مع المتهم الاول من اجل القتل العمد مع سبق الاصرار والفساد وتلويث جثة وارتكاب اعمال وحشية، والثاني من اجل المشاركة في القتل العمد مع سبق الاصرار  وتلويث جثة وارتكاب اعمال وحشية، طبقا للفصول 392 و393 و490 و129 و271 من القانون الجنائي، وقد امر قاضي التحقيق بوضع الاول رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن الفلاحي عين علي مومن، والثاني تم وضعه تحت تدابير المراقبة القضائية، في انتظار جلسة التحقيق التفصيلي التي حددت بتاريخ 19 يناير المقبل.