المغرب مستعد لتطوير شراكة طموحة مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا

قال سفير المملكة في فنلندا، السيد محمد أرياض، امس الجمعة 10 يوليوز بهلسنكي، إن المغرب على استعداد لتطوير شراكة طموحة ومتعددة الأبعاد مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

 وأبرز السيد أرياض، خلال اجتماع رفيع المستوى للدول الأعضاء وشركاء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إن "المغرب على استعداد لتطوير شراكة طموحة مع المنظمة، بهدف مرافقته في دينامية الإصلاحات السياسة التي يقوم بها منذ سنوات عدة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس".

وفي هذا السياق، ذكر السفير بأن المغرب يسعى، منذ المصادقة على دستور 2011، إلى تنفيذ جيل جديد من الإصلاحات السياسية والاجتماعية والتشريعية والاقتصادية الطموحة.

كما أكد الدبلوماسي المغربي أنه "حان الوقت للمضي قدما في الشراكة بين منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وبلدان الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط".

وفي هذا الصدد، أشار إلى أن "التحولات السياسية في بلدان حوض المتوسط لها أوجه مختلفة، الأمر الذي يتطلب تعاونا يراعي خصوصيات كل بلد".

وأضاف أن هذا التعاون يمكن تدعيمه في العديد من المجالات، وعلى الخصوص في مكافحة الإرهاب، وإدارة الحدود، ومكافحة الاتجار بالبشر، وتدفق الهجرات، وملاحظة الانتخابات، والنهوض بالمرأة وحرية وسائل الإعلام وغيرها.

وأكد السيد أرياض على ضرورة انخراط المنظمة من أجل المساعدة على مواجهة التحديات الأمنية في منطقة الساحل وتأثيراتها على بلدان شمال افريقيا، محذرا من خطورة التهديد الذي يشكله الاتجار بالبشر على الأمن المشترك لأعضاء وشركاء المنظمة.

من جهة أخرى، أشار الدبلوماسي المغربي إلى أن المملكة اعتمدت مؤخرا سياسة جديدة للهجرة تضمن حقوق المهاجرين وطالبي اللجوء وتوفر إطارا قانونيا يتوافق مع المعايير الدولية.

وأوضح أن هذه السياسة تبرز "أهمية التنسيق وتقاسم المسؤوليات والتضامن بين الدول الافريقية وأوروبا في ما يتعلق بتدفقات الهجرة".

وفي ما يتعلق بانتشار الإسلاموفوبيا واللاتسامح في بعض البلدان الأعضاء في المنظمة، دعا السيد رياض لتعاون وثيق "في مكافحة هذه الروح العدائية تجاه الأقليات والمهاجرين" مع تشجيع المبادرات السياسية التي تهدف إلى تعزيز القيم الديمقراطية واحترام كرامة الإنسان.

يذكر أن هذا الاجتماع رفيع المستوى انعقد بمناسبة الذكرى ال40 لتوقيع وثيقة هلسنكي في فاتح غشت 1975 والتي أدت لتأسيس المنظمة بهدف التقريب بين أوروبا الغربية والشرقية.

وتضم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا 57 دولة من أمريكا الشمالية وآسيا وأوروبا وتعد أكبر منظمة للأمن الإقليمي في العالم.

وتربط المنظمة علاقات وثيقة مع 11 بلدا شريكا من أجل التعاون، بما في ذلك المغرب من ضمن ست دول بمنطقة البحر الأبيض المتوسط.