شباب المهجر في جامعة ربيعية بإقليم أزيلال

شباب المهجر في جامعة ربيعية بإقليم أزيلال

أشرف الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، عبد الكريم بنعتيق ، ووالي جهة بني ملال خنيفرة وعامل إقليم بني ملال الخطيب الهبيل، 

رفقة وفد رفيع المستوى،  أمس الأربعاء بفم الجمعة اقليم ازيلال على افتتاح فعاليات  الدورة الثانية للجامعة الربيعية  المنظمة من طرف الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة بشراكة مع جهة بني ملال-خنيفرة وجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال تحت شعار “المغرب المتعدد .. أرض العيش المشترك”.

الدورة الثانية للجامعة المنظمة لفائدة الشباب المغاربة المقيمين بالخارج، ستستمر لمدة خمسة ايام، وسيستفد 100 من الشباب المغاربة المقيمين بالخارج المتراوحة أعمارهم ما بين 18 و25 سنة بمعية نظرائهم الذين يتابعون دراستهم بجامعة بني ملال، من ندوات ولقاءات يؤطرها عدد من الأساتذة والمحاضرين.

وفي إطار تفعيل استراتيجية الوزارة الموجهة لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج، أعلن الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، عبد الكريم بنعتيق، خلال الجلسة الافتتاحية للجامعة الربيعية، أن الوزارة تعتزم بتنسيق مع عدد من القطاعات الشروع في تجربة “الشبابيك المتنقلة” التي ستزور مختلف القنصليات المغربية في العالم، بدء من إسبانيا يوم 2 ماي المقبل على أن تتواصل بكل من إيطاليا وبلجيكا وهولندا وفرنسا، وذلك من أجل فتح حوار والوقوف عن كثب على المشاكل الإدارية والقانونية التي يواجهها مغاربة العالم، تفعيلا للرؤية الملكية السامية في مجال التعاطي مع قضايا الهجرة والمهاجرين المغاربة.

وأبرز بنعتيق، في نفس المناسبة، أن استراتيجية الوزارة في التعاطي مع قضايا المغاربة المقيمين بالخارج ترتكز على تقوية روابطهم ببلدهم المغرب، من خلال المحافظة على الهوية المغربية المتعددة والمنفتحة، وحماية حقوقهم ومصالحهم وتعزيز مساهماتهم في تنمية بلدهم الأم، وإطلاعهم على الإنجازات التي حققها على المستوى المؤسساتي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والتنموي.

وقد توقف بنعتيق عند العديد من الأوراش والبرامج التي تم إطلاقها في هذا السياق، من قبيل إحداث مراكز ثقافية مغربية بعدد من بلدان الإقامة، وتنظيم العديد من البرامج الثقافية كالمقامات الثقافية لفائدة مختلف الفئات العمرية من مغاربة العالم، والجامعات الثقافية بمشاركة العديد من شابات وشباب مغاربة العالم، علاوة على إقامة منتديات لفائدة هذه الفئة بكل من بلجيكا وألمانيا والإمارات العربية المتحدة وأمريكا، وذلك في اطار تعزيز ارتباط المغاربة مع بلدهم والتعريف بالثقافة المغربية بالخارج وتطوير مساهماتهم في جلب الاستثمار ونقل التكنولوجيا والترويج للمنتوجات المغربية.

واستعرض المسؤول الحكومي جهود المغرب في التعاطي مع قضايا الهجرة بـ”عمق إنساني وبعد حقوقي” من خلال تسوية الوضعية القانونية لحوالي 50 ألف مهاجر وإدماجهم، وتمتيعهم بالعديد من الحقوق الاجتماعية والقانونية.

كما أكد عبد الكريم بنعتيق، أن "اختيار منطقة فم الجمعة لاحتضان أشغال هذه الدورة لم يكن اعتباطيا، وإنما لأنها كانت حصنا منيعا ونموذجا للتعايش بين كافة المغاربة"، موضحا أن دورة هذه السنة تتزامن مع الزيارة الاستثنائية والتاريخية التي قام بها البابا فرنسيس بدعوة كريمة من الملك محمد السادس، والتي "تحمل دلالات نموذجية وبينت المغرب كمؤسسة ملكية وإمارة المؤمنين أرضا للتعايش والتسامح وسيبقى دائما بلد التعدد والعيش المشترك".

وأضاف بنعتيق في كلمته الافتتاحية أن "العالم يجتاز مرحلة عصيبة بشأن القضايا المتعلقة بالهجرة، مبرزا أن "جلالة الملك كان سباقا دائما إلى التأكيد على القيم الإنسانية المشتركة، حيث يشكل نداء القدس نداء استثنائيا في لحظة صعبة وجواب رائع لسؤال صعب أحدث رجة إيجابية في العالم بأسره". 

ومن جهته، أوضح والي جهة بني ملال-خنيفرة الخطيب الهبيل، أن هذه الدورة تشكل فرصة سانحة للشباب المقيمين بالخارج “لاكتشاف ما تزخر به جهات المملكة من ثروات طبيعية واقتصادية متنوعة، الشيء الذي سيمكنهم من التعرف أكثر على المقومات الاقتصادية والاطلاع عن قرب عن القيم التي تتميز بها الأسر المغربية وعلى تجليات التعدد والتنوع التي تتميز بها المملكة”.

وأوضح أن جهة بني ملال-خنيفرة تتوفر على جالية مغربية مهمة مقيمة بالخارج وتعتبر فاعلا اقتصاديا هاما، إذ بلغت مشاريعها الاستثمارية بين 2013 و2017 ما مجموعه 42 مشروعا، باستثمار مالي ناهز 400 مليون درهم، شمل مختلف القطاعات الحيوية كالصناعة والتجارة والخدمات.

وستتناول الندوات خلال هذه الدورة، عدة مواضيع من بينها “المغرب المتعدد .. أرض التعايش” و”التراث اللامادي بالمغرب” و”الوحدة الترابية للمملكة”، إضافة إلى تنظيم ورشات وزيارات ميدانية، تهدف إلى إغناء معارف هؤلاء الشباب حول بلدهم الأصلي، وغنى وتنوع موروثه الثقافي، والمساهمة في إطلاعهم على المرتكزات والقيم الأصيلة للمجتمع المغربي.