ساكنة الجماعات القروية بسطات تعاني من اجتياح الحشرة القرمزية.

ساكنة الجماعات القروية بسطات تعاني من اجتياح الحشرة القرمزية.

مع ارتفاع وثيرة دراجات الحرارة ترتفع معها معانات وانزعاج ساكنة القرى بإقليم سطات بسبب اجتياح أسراب من الحشرة القرمزية( الكوشنيcochineal)واسمها العلمي( Dactylopuis coccus ) ، 

لقد بات سكان البادية بالإقليم يقضون الليل في الحر والظلام ، فقد فرضت عليهم هذه الحشرة إغلاق جميع المنافذ و تجنب إنارة المصابيح لكي لا تنجدب إليها الحشرات.

وحسب بعض السكان للخبرية 24 ، فقد حرمتهم من تنظيم حفلات الأعراس ليلا خلال هذا الصيف لتفادي الإحراج الذي وقع فيه بعضهم أمام المدعويين، عندما اجتاحت فجأة أسراب من هذه الحشرات المكان وتزامن ذلك مع تقديم طعام العشاء، وتضيف بعض الشهادات السكان أن هذا الوباء شكل كارثة عظمى إذ تسببت هذه الحشرات في ضياع مداخيل مهمة وأساسية بالنسبة لبعض الأسر، ففد قضت على جل جنان الصبار بالإقليم، مما جعل الأمر يتحول إلى كارثة بيئية وطنية تهدد بانقراض هذا النوع من النبات بالمغرب، فالأمر لا يهم فقط إقليم سطات ، وإنما يشمل أقاليم أخرى من التراب الوطني.

وتجدر الإشارة إلى أن الحشرة القرمزية ظهرت بالمغرب مند أواخر سنة 2014 ، واجتاحت هذه الحشرة الضارة نبات الصبار فقط، وهي حشرة استوائية أو شبه استوائية وتنتشر بالخصوص في المكسيك، وتنتقل في الطبيعة بواسطة الرياح التي تنقل خيوط الشمع التي تكونها حوريات هذه الحشرات عندما تشكل قشرة بيضاء يتكون تحتها سائل قرمزي (احمر داكن) ، كما تنتشر أيضا عن طريق نقل فاكهة أو نبات الصبار من منطقة إلى أخرى ، أو من خلال الشاحنات والصناديق التي تستعمل في النقل ، كما أن الذكور منها لها أجنحة تستطيع الطيران مما يخلق إزعاجا للسكان.

و تجدر الإشارة أيضا إلى أن الوزارة الوصية قد عقدت يوم 20 يوليوز من نفس السنة اجتماعا برئاسة الكاتب العام لوزارة الفلاحة بحضور المؤسسات المعنية مثل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ، ووكالة التنمية الفلاحية، والمعهد الوطني للبحت الزراعي…، وقد تم الإعلان عن مخطط للتدخل ومحاصرة هذه الآفة في مختلف الأقاليم. اليوم وبعد مرور حوالي أربع سنوات على دخول هذه الحشرة إلى بلادنا فان الفلاح والرأي العام المغربي لا زال يتساءل عن ظروف وملابسات وصول هذه الآفة إلى المغرب، وهل فعلا الأمر يدخل ضمن حرب مقصودة ضد المنتجات الفلاحية المغربية ؟ كما يشتكي الفلاحون من لامبالاة المنتخبين و المسؤولين المحليين فقد تركوا وحديين يواجهون هذه الآفة بإمكانياتهم المحدودة، كما يصفون حملات المعالجة بالمبيدات التي شملت بعض الجماعات بالمحدودة والعشوائية، فقد تم إسنادها إلى بعض الجمعيات والخواص دون أي إشراف من قبل تقنيين ومختصين في المجال وهو ما جعل كل الجهود تذهب سدى.