شح التساقطات وغلاء الأعلاف، معاناة حقيقة للفلاح

بالرغم من التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها عدد من المناطق بالبلاد، إلا أنها تبقي غير كافية حسب ما أكده عدد من الفلاحين بإقليم سطات، وان الموسم مازال في حاجة إلى أمطار مهمة خلال الأيام المقبلة،

 فقط من اجل إشباع البهائم التي يتخوفون نفوقها، فشح التساقطات المطرية، وقلة الكلأ الطبيعي تسببت في غلاء الأعلاف حيث وصل ثمن بعضها إلى أكثر من الضعف ثمنها السنة الماضية، الشيء الذي اثر بلا شك على الفلاح خاصة مربي المواشي، كما أن قلة تساقطات الأمطار تتسبب في نقص حمولة مياه الآبار.

الفلاح أصبح مضطرا حسب ما عاينته جريدة"الخبرية 24" بإقليم سطات إلى الرعي بالأراضي التي عمل على حرثها أو الرعي على جنابات الطريق، وتعليف نبتة الصبار للماشية، والعمل على بيع بهائمه بأقل ثمن حتى يتمكن من اقتناء العلف من اجل ضمان تعليف باقي البهائم خاصة بعدما أصيبت الماشية بالعجز بسبب قلة الأكل.

ولتسليط الضوء على هذا الموضوع استضافت جريدة"الخبرية 24" السيد عبد الرحيم اطمعي عضو بغرفة الفلاحة الدار البيضاء سطات، وعضو بالمجلس الجماعي سيدي العايدي بإقليم سطات، ونائب الأراضي الجماعية السلالية"أولاد سليمان" ومستشار بالغرف الثانية بالبرلمان، الذي صرح في هذا الباب أن الفلاح يعاني معاناة حقيقية خاصة الصغير والذي تساوى معه المتوسط نتيجة قلة تساقط الأمطار، مما يترتب عليه شح في الكلأ الطبيعي للماشية، وأكد أن مخزون العلف لدى الفلاح قد نفذ الشيء الذي تسبب في ارتفاع أسعار الأعلاف، خاصة في غياب دعم الدولة للعلف، مما يضطر معه إلى بيع احد بهائمه بأقل ثمن حتى يتمكن من تعلف باقي المواشي، حيث أشار في حديثه إلى أن ثمن المواشي انخفض إلى ما يقارب 40%ويمكن أن يصل ذلك إلى 50%خلال الأشهر المقبلة، خاصة وان الأمطار التي تساقطت خلال الأيام الماضية تبقى غير كافية، وانه مازالت هناك الحاجة ملحة للتساقطات المطرية خلال الأيام المقبلة والتي حتى وان تساقطت فإن الموسم الفلاحي يكون قد ضاع منه ما يقارب  60%، وأكد السيد"اطمعي" أن أسعار الاعلف عرفت ارتفاع مهم حيث أن هناك من ارتفع سعرها أكثر من الضعف وأعطى أمثلة على ذلك حيث أشار إلى أن ثمن القنطار من الشعير أصبح ب 300 درهم عوض 180 درهم، و"بالة" التبن وصل ثمنها هذه السنة إلى 20 درهم عوض 8 درهم، كما أبدى تخوفه من تداعيات ذلك خلال السنة المقبلة حيث سيتضاعف الأمر، وأكد انه يجب على الحكومة أن تتدخل في هذا الباب من اجل استيراد الحبوب، وأنه إذا ما استمر الأمر على هذا الحال سيضطر الفلاح  إلى الهجرة نحو المدن الكبرى بحث عن عمل خاصة في ظل غياب فرص عمل بمدينة سطات بسبب عدم تواجد أحياء صناعية تفي بهذا الغرض. كما أشار إلى أن الفلاح ازدادت معاناته هذه السنة بعدما عملت المؤسسة المعهود لها بتامين الفلاحي إلى إغلاق باب التامين قبل الآجال المحدد، وأشار إلى انه يتم تعويض أصحاب الأراضي الفلاحية التي تصل 20 هكتار وأكثر ب200 درهم فيما من يتوفر على اقل من ذلك يتم تعويضه ب29 درهم وان الفلاح الصغير هو من الحلقة الأضعف في هذا الباب، وطرح مشكل أخر يفرضه القرض الفلاحي على من يريد الحصول على قرض لاقتناء جرار إلى تسجيل الحجز الاحتياطي ببطاقة الرمادية بوضع خط احمر ثم تسجيل رهن على 4 هكتارات من ارض فلاحية لمن يريد القرض وتفرض عليه التامين على مخاطر الحريق والسرقة  وتسجيل هذا الرهن لدى موثق ونفس الأمر بالنسبة لرفعه مما يرتب في ذمة الزبون مصاريف إضافية تتقل كاهله على عكس المؤسسات الائتمانية الأخرى التي تسجل الحجز الاحتياطي على البطاقة الرمادية فقط، وأشار إلى كون سوق المواشي كذلك تضرر بسبب الحمى القلاعية حيث عمدت الجهات المختصة على تلقيح بهائم فلاح وترك بهائم الجار.

كما استضافت الجريدة احد الفلاحين"محمد" بدوار أولاد غنام قيادة المزامزة إقليم سطات، الذي أكد أن قلة الأمطار أثرت على الفلاحة خاصة في مجال تربية الماشية التي تعتبر مصدر رزق أساسي للفلاح، حيث عمد عدد من الفلاحين على حرث أراضي الفلاحية ذات التربة المسماة ب"العلوة" لكونها تتطلب مياه قليلة ولم يعملوا على حرث الأراضي"تيرس" التي تحتاج إلى مياه، وأكد أن الأعلاف ارتفعت أسعارها، خاصة وأنه يعمل على يعلف ماشيته ما يقارب قنطارين من العلف يوميا، مما يضطر معه بيع احد البهائم بأقل ثمن لشراء العلف حتى تتمكن البهائم الأخرى من العيش، وأكد أن ثمن الماشية انخفض بشكل كبير جدا وأكد انه إذا استمر الوضع على هذا الحال سيعمل على بيع كل ما يتوفر لديه  من ماشية ويهاجر إلى المدينة خاصة أمام غياب اليد العاملة وغياب الدعم والمساعدة، حيث أكد انه توجه إلى الجهات المعنية من اجل الحصول رخصة لحفر البئر حتى يتمكن من الري وتدارك ما خلفته قلة التساقطات من أضرار، إلا انه طلب منه الانتظار ثلاثة أشهر التي بانصرامه سيكون الموسم الفلاحي قد انتهى.

فيما أكد مجموعة من الفلاحين ل"الخبرية 24"، أن التساقطات المطرية المقبلة، لن تؤثر ايجابيا على الموسم الفلاحي، وابدوا تخوفهم على الموسم الفلاحي خاصة في مجال تربية المواشي،حيث أكد"م ت" انه عمل على بيع جميع الأغنام التي يتوفر عليها بثمن بخس حتى يتمكن من شراء العلف لتربية "عجلين" خاصة وان مساحة الأرض الفلاحية التي يمتلكها لا تتجاوز هكتارين، واعتبر أن الرأسمال الحقيقي للفلاح بالإضافة إلى المنتوجات الزراعية، تربية الماشية.