تسونامي السحر و الشعوذة يضرب الأحياء الشعبية بسطات

أضحت الأحياء الشعبية بمدينة سطات أوكارا للمشعوذين و السحرة ،

حيث تنامت هذه الآفة بشكل مهول و أصبحت مهنة لكثير من ذوي النفوس الضعيفة  وعديمي الذمة والضمير للعمل بها لإلحاق الأذى والضرر بالأفراد و الأسر دون إدراك منهم بالأضرار المترتبة عليها و اتخاذها مصدرا لقوتهم على حساب المغفلين و البسطاء من الناس.

و الملاحظ أن  الكثير من العاطلين والعاطلات يسعى إلى امتهان هذه الحرفة القذرة و المربحة- بعدما تحول معظم المشعوذين إلى أصحاب مال و نفوذ- من أجل كسب لقمة العيش ولو عن طريق النصب والاحتيال مستغلين سذاجة المرأة وعدم وعيها وقابليتها للاستغلال، وكثيرا ما تكون أقوال وأفعال المشعوذ مجرد وعود لا تتحقق دائما ومع ذلك تصدقها النساء بشكل لا يترك مجالا للشك.

وقد أصبح التردد على دور الشعوذة خلال الشهور الأخيرة أمرا عاديا وشائعا بالنسبة للمرأة المغربية ولم يعد الوضع محرجا كما في الماضي، إذ توسعت دائرة الشعوذة بشكل كبير لتشمل مختلف الفئات الاجتماعية المتعلمة وغير المتعلمة الغنية والفقيرة وهذه الوضعية خطيرة جدا، وتساهم في تطور الشعوذة بشكل فظيع ومخيف، خاصة مع وجود نساء على قدر كبير من العلم والمعرفة، لكنهن يفتقرن إلى الوعي، ولا يشكل العلم مناعة قوية لحمايتهن من الاستسلام للشعوذة وطقوسها،

ثم إن غياب وعي حقيقي وتوعية جادة بخطورة هذه الظاهرة بين مختلف مكونات المجتمع المغربي، يؤثر بشكل كبير في انتشار الشعوذة وتغلغلها في مختلف البيوت المغربية مما يجعل مصير المرأة والمحيطين بها بيد“الشوافة“ أو“الفقيه“ .

و ما يزيد من استفحال هذه الظاهرة هو الأرضية الهشة المتمثلة في طغيان ثقافة الإيمان بالمعتقدات المتوارثة عن بعض السدج أو اليائسين جراء تفشي الجهل و التخلف و المشاكل الاجتماعية والاقتصادية .

 وتعد فئة النساء من أكبر الشرائح التي تتخذ بيوت ومحلات المشعوذين قبلة لها ، فواحدة لم تلحق قطار الزواج تحمل معها احجبة وتمائم و طلاسيم عساها أن تظفر بالعريسّ، وأخريات تذهبن إلى أمثال هؤلاء من أجل قراءة الطالع والحظ، أو من اجل استمالة قلوب الرجال كما أن هناك فئة من النساء المتزوجات اللائي يسعين إلى تذليل رجالهم إذا ما أحسسن أنهن قد فقدن المنزلة عندهم و ذلك بالسحر و وصفات الدجالين بدل  لغة الحوار و سياسة التفاهم.

كما يسعى بعض المراهقين من الطلبة والطالبات إلى معرفة مستقبل مسيرتهم الدراسية فيلجؤون إلى العراف.. أما رجال السياسة والفن والثقافة هم الآخرون لهم حكايات غربية مع الدجالين يستعينون بهم خوفا على مناصبهم وقصد تحصينها من دسائس أعمال الحاسدين والأعداء،.

 أما إذا تكلمنا على أهم الأماكن التي تعرف انتشار الشعوذة لوجدناها تلك الأحياء الشعبية الفقيرة، أين يتواجد البؤس والشقاء والانحلال الأخلاقي وغيره من الآفات الاجتماعية. والمار وسط هذه الأحياء  لسوف يشم الروائح الكريهة من أنواع البخور الغريبة التي تطيب لمعشر شياطين الجن و الإنس و لم يعد يقتصر حرق و التخلص من وصفات و طبخات المشعوذين على البيوت و المستودعات بل تعداه إلى الحمامات الشعبية بالاعتماد على خدمات المستخدمين بها أو ما يعرف" بالفرناطشي" .

كما أصبح لهذه الحرفة جيش من الأعوان كل حسب تخصصه ،فهناك من تناط به مهمة الترويج و الدعاية للعرافة أو المشعوذة ،فضلا عن الوسطاء و دكاكين العطارة و العشابة ممن يبيعون كل المواد المستعملة من لدن السحرة و المشعوذين بدءا من الإعشاب و انتهاءا بمخ الضبع الذي يوزن بميزان الذهب و الذي قد يصل جزء منه إلى حوالي 5000درهم .