تسمية شوارع وأزقة مدينة سطات تغفل رجال من ذاكرة المدينة

تسمية شوارع وأزقة مدينة سطات تغفل رجال من ذاكرة المدينة

وأنت تتجول بمدينة سطات يثير انتباهك تسمية عدد من الشوارع  والأزقة بأسماء غريبة عن ذاكرة المدينة أو بالأرقام أو غياب  التمسية، وعوض تسميتها بأسماء وازنة تعكس ثقافة و تاريخ المدينة ، حتى انك ستجد احد الأحياء الحديثة بالمدينة سميت شوارعها بأسماء مدن المنطقة التي ينتمي إليها المقاول الذي قام بانجاز هذا الحي إرضاء له أو ربما اعترافا بالخدمات التي قدمها للمدينة؟؟؟

وكأن مدينة سطات ليست لها رجالها الذين أسدوا الكثير للمدينة في شتى المجالات من الفنية والثقافية والاقتصادية والسياسية والرياضية، فأسماء الأزقة والشوارع تجسد ذاكرتنا الجماعية بامتياز، فعند تسمية الشوارع والأزقة يجب استحضار تاريخ المدينة و ربط حاضرها بذاكرتها و بالذاكرة الوطنية؛ وكذا التأسيس لثقافة الاعتراف برموز تاريخية بصمت تاريخ المدينة و الوطن في مجالات متعددة، منها المقاومة، الفكر و الثقافة، الرياضة و السياسة….
ومن رجال مدينة سطات الذين يجب على الساهرين على تسيير الشأن المحلي أخذها بعين الاعتبار خلال تسمية شوارع وأزقة المدينة، المرحوم إدريس البصري الوزير سابق للداخلية ورجل دولة بامتياز والذي أعطى الكثير لمدينة سطات؛ المرحوم الحاج بوشعيب السليماني أول برلماني بمدينة سطات سنة 1963؛ و المرحوم الحاج احمد الرحيم أول رئيس لبلدية سطات؛   والمرحوم مولاي أحمد أديب مؤسس مدرسة مولاي عبد الله في إطار مقاومة المستعمر الفرنسي تبرع والتي دشنها المغفور له صاحب الجلالة الملك محمد الخامس؛ و المرحوم بوعشرين رئيس سابق للمجلس؛ والمرحوم سعيد السمعلي كشاعر و مسرحي من أبناء المدينة ظل مرتبطا بها و ساهم في بناء الثقافة الجمعوية و المسرحية بالمدينة قل نظيرها؛  المرحوم الجنرال بن العربي الذب أسدى الكثير من الخادمات للمدينة؛ والمرحوم قاسم السليمانيلاعب دولي سابق؛ و القرشي بن الرغاي من أكبر المقاومين بمنطقة أولاد سي بنداود و استشهد بمدينة سطات و هو يدافع عنها سنة 1908 و كان عالما مجاهدا؛ والعديد من رجال المقاومين والسياسيين والثقافيين والمفكرين والرياضيين …

فعلى مسيري الشأن المحلي النبش في تاريخ مدينة سطات، الذي سيجدونه غنيا بشخصيات أسدت الكثير للمدينة في شتى المجالات الفنية والثقافية والاقتصادية والسياسية والرياضية…، إذا كانوا يرغبون في تجسد الذاكرة الجماعية لمدينة سطات.

كما يتساءل العديد من مثقفي المدينة والفاعلين الجمعويين عن أسباب تغييب هاته الأسماء الوازنة في ذاكرة المدينة من طرف الجهات المعنية، هل هاته الأسماء سقطت سهوا، أم أن الأمر متعمدا لطمس ذاكرة المدينة التي تمثلها هذه الشخصيات؟؟؟؟