الندوة الدولية حول المدن الإسلامية: تسليط الضوء على الرموز السياسية والدينية للمدن

الندوة الدولية حول المدن الإسلامية: تسليط الضوء على الرموز السياسية والدينية للمدن

ناقش جامعيون ومسؤولون في المجال الثقافي والتراث، أمس الخميس بالرباط، موضوع الرموز السياسية والدينية للمدن، من خلال أمثلة تاريخية ملموسة، وذلك بمناسبة الندوة الدولية حول “المدينة في العالم الإسلامي، المنطلقات والتحولات”، المنظمة من قبل أكاديمية المملكة المغربية.

وتناول المتدخلون، خلال ورشة نظمت حول ” المدن، رموز سياسية ودينية “، هذا الموضوع من خلال حالة العديد من المدن الإسلامية وأنماط مختلفة من الحياة الحضرية التي لعبت أدوارا معينة في وقت من التاريخ، على غرار تينمل، ومدينة الجزائر أو تمبوكتو، مسلطين الضوء على تاريخ هذه المدن والمراحل المختلفة لتطورها المعماري.

وهكذا، خصص علي ولد سيدي، مختص في التراث (تمبوكتو – مالي)، مداخلته لتقديم مدينة تموبكتو من حيث المنطلقات والتحولات والآثار، بهدف إلقاء الضوء على ماضي وتطور الإطار الحضري “للمدينة أو مدن” تموبكتو.

وقال إن ” الأمر يتعلق بالإسهام في إعادة كتابة تاريخ تموبكتو، مستوحى من العلاقات العريقة بين المغرب وهذه المدينة“.

كما أكد ولد سيدي على أهمية الدور الذي لعبته تموبكتو كمدينة تستفيد من موقع جغرافي متميز كملتقى للطرق وصلة وصل ومزيج ثقافي بين المغرب الكبير وإفريقيا جنوب الصحراء، من خلال دراسة مستوحاة من الوظائف السياسية والاقتصادية والفكرية والدينية للمدينة، بهدف توضيح التكوينات المختلفة أو التقلبات الحضرية للمدينة القديمة على مر التاريخ.

من جانبهم، تناول جان بيير فان ستفيل، أستاذ بجامعة بانتيون سوربون 1 باريس (فرنسا)، وسيباستيان غيم، نائب مدير معهد البحوث الأثرية الوقائية (فرنسا)، وعبد الله فلي، أستاذ التعليم العالي بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة (المغرب)، أحد أنماط الحياة الحضرية في المغرب الكبير بالعصور الوسطى والمعاصرة، ويتعلق الأمر بالرباطات والزاويا، من خلال ” طيط نفطار ” التي لا تزال آثاره شاهدة إلى اليوم بجماعة مولاي عبد الله (إقليم الجديدة).

وحاولوا قياس مدى مساهمة المعلومات التي تتيحها المصادر النصية من أجل تحديد الديناميات التي تؤدي إلى “الرباط”، وإقامة مجتمع من الزاهدين، ثم إلى مدينة القرون الوسطى، التي ستتطور على ساحل المحيط الأطلسي، مما أدى إثارة انتباه البرتغاليين في حدود القرن السادس عشر.

من جهته، اعتبر علاوة عمارة، أستاذ تاريخ العصور الوسطى بجامعة الأمير عبد القادر (قسنطينة)، أن مدينة الجزائر تعد مثالا دالا على المدن القديمة المهجورة التي تطورت في العصور الوسطى، مضيفا أن هذا يبرز تحول مركز الثقل من داخل البلاد إلى ساحل المغرب الأوسط.

وتابع أنه “إذا كانت تفاصيل التنظيم الحضري للمدينة بعيدة عن متناولنا في ظل غياب مونوغرافيا محلية، فإن القراءة المتقاطعة للمصادر العربية والاكتشافات الأثرية تجعل من الممكن تحديد المجال الحضري ومعرفة الخطوط الرئيسية لتنظيم مجال المدينة“.

وتشكل هذه الندوة الدولية، المنظمة ما بين 5 و7 فبراير الجاري حول موضوع “المدينة في العالم الإسلامي، المنطلقات والتحولات” فرصة لتنظيم نقاش يعرض من خلاله المشاركون إسهاماتهم العلمية، التي ستصدر في عدد خاص من مجلة (هيسبريس-تمودا) الصادرة عن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، حول المدينة في العالم الإسلامي.