الدعوة إلى جعل الدبلوماسية الوقائية محركا وأداة منيعة لمكافحة الإرهاب

الدعوة إلى جعل الدبلوماسية الوقائية محركا وأداة منيعة لمكافحة الإرهاب

دعا المشاركون في المؤتمر الدولي “منتدى مراكش للأمن”، الذي اختتمت أشغاله اليوم السبت بمراكش، إلى جعل “الدبلوماسية الوقائية محركا وأداة منيعة واستباقية لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله”.

وشدد المشاركون، في التوصيات التي انبثقت عن هذا المؤتمر المنظم على مدى يومين، على ضرورة “تعزيز هذه الأدوات عن طريق ثقافة الحوار والتفكير العميق، قصد التوصل إلى سلام مستدام بالمنطقة”.

وأوصى المتدخلون بالتوجه نحو الشراكة المحلية والإقليمية والدولية وتضافر جهود الفاعلين على أساس المصلحة المشتركة، باعتبارها الحل الوحيد والناجع للمكافحة الفعالة للجماعات الإرهابية والتنظيمات الإجرامية.

وأشاروا إلى أن كل المبادرات الرامية إلى مكافحة الإرهاب والتهديدات الأمنية يجب أن تكون مقرونة بريادة محلية، ومدعومة بتعاون وثيق وتقاسم للمعلومات والمبادرات الأمنية المشتركة والانخراط الفعلي للأطراف المعنية.

وشددت التوصيات على أهمية توطيد دعائم التضامن الإفريقي مع الدول المستهدفة، من خلال تقوية القدرات وتبادل التجارب والمعلومات الاستخباراتية، والعمل بشكل متواصل من أجل الحصول على انتداب أكثر متانة وقوة بالنسبة لعمليات حفظ السلام بالساحل.

وعبر المشاركون عن أملهم في “الحصول على دعم أكبر من المنتظم الدولي لفائدة القوة المشتركة لمجموعة الدول الخمس بالساحل الأفريقي، قصد تمكينها من المواجهة الفعالة للتحديات الأمنية بالمنطقة”.

وخلصت التوصيات إلى أن المنتظم الدولي مطالب بمواكبة مجهودات الدول، لاسيما تلك المتصلة بالحد من انتشار وتداول الأسلحة، وتقوية الأمن السيبراني والارتقاء بالفضاء الرقمي إلى أولوية لمحاربة الإرهاب، فضلا عن تقوية التماسك الوطني وقيم المواطنة لتفادي حروب الجيل الرابع.

واختتمت، في وقت سابق اليوم، أشغال الدورة 11 من المؤتمر الدولي “منتدى مراكش للأمن”، الذي نظم هذه السنة تحت شعار “الحفاظ على استقرار إفريقيا في مواجهة أشكال الإرهاب والتهديدات الشمولية”.

وعرف هذا المنتدى حضور أزيد من 150 مشارك رفيع المستوى، ضمنهم مسؤولون مدنيون وعسكريون، ورؤساء منظمات دولية، وأمنيون، وخبراء أفارقة وأمريكيون وأوروبيون وآسيويون، ينحدرون من حوالي 40 بلدا.

وشكل هذا المؤتمر الدولي، المنظم من قبل المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية بشراكة مع الفيدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية، فضاء للنقاش والتحليل وتبادل الخبرات في هذا المجال.

وسلطت دورة هذه السنة الضوء على التجربة المغربية لمكافحة التطرف العنيف والإرهاب، باعتبارها “تجربة غنية وفريدة مشهود لها بالنجاعة على الصعيد العالمي”، نابعة من الأدوار الطلائعية للمغرب كفاعل رئيسي على الساحة الدولية.

وانصب النقاش خلال هذا المنتدى على عدد من المواضيع، منها على الخصوص، “الآفاق الاستراتيجية الإفريقية على ضوء التوازنات الهشة (سياق أمني غير مؤكد وطارئ)”، و”الجنوب .. مسرح لحروب الجيل الرابع (أو الحروب الهجينة)”، و”الاستخبار في عهد العولمة والتهديدات الشاملة”، و”الحرب السيبرانية : تهديدات جديدة وجيوسياسية جديدة”.

كما استعرض المشاركون قضايا أخرى على صلة بـ”النموذج المغربي في الدبلوماسية والدفاع والأمن”، و”الساحل في مواجهة خطر الجهاد”، و”بعد النوع .. عنصر للوقاية ومكافحة الطائفية كعامل للتطرف العنيف”، و”الطائفية والتطرف وإرهاب اليمين المتطرف في الغرب”.