المنتدى الإفريقي الأول لإدارات السجون وإعادة الإدماج .. مسؤولون أوروبيون وأفارقة يستعرضون تجارب بلدانهم في مجال إدماج السجناء

المنتدى الإفريقي الأول لإدارات السجون وإعادة الإدماج .. مسؤولون أوروبيون وأفارقة يستعرضون تجارب بلدانهم في مجال إدماج السجناء

استعرض مسؤولون أوروبيون وأفارقة، اليوم الخميس، تجارب بلدانهم في مجال إدماج السجناء، وذلك خلال الجلسة العامة الأولى التي نظمت في إطار المنتدى الإفريقي الأول لإدارات السجون وإعادة الإدماج، الذي انطلقت أشغاله اليوم الخميس بالرباط.

وأكد المشاركون في هذه الجلسة حول موضوع “أي مقاربة تشاركية ناجعة في تهييء السجناء للإدماج؟”على ضرورة أن ترتكز الجهود الرامية إلى إعادة إدماج السجناء على إعداد قبلي مناسب يأخذ بعين الاعتبار خصائص كل سجين على حدة.

وفي هذا الصدد، شدد مدير إدارة السجون بجمهورية السنغال، جان برتران بوكاند، في مداخلة له على أن إعادة إدماج ناجح يظل رهينا ب”إعداد مناسب” قبلي للمعتقل، يسهل عودته إلى الحياة الطبيعية في المجتمع.

وأشار بوكاند أنه في مجال إعادة إدماج السجناء، اعتمدت السنغال “مقاربة شمولية” ترتكز على تغيير سلوك السجين خلال فترة اعتقاله، ومواكبته بعد الإفراج عنه.

وتوقف كذلك عند الاستعداد العقلي والنفسي للسجين، مسلطا الضوء على خطورة “ظاهرة العدوى”، أي انتشار الروح الإجرامية بين السجناء.

من جهته، سجل الكاتب العام للمؤسسات السجنية بإسبانيا، أنخيل لويس أورتيز غونزاليس، أهمية أنسنة ظروف الاعتقال، لاسيما من خلال احترام حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية في المجال.

وأشار المسؤول الإسباني إلى معدل الجريمة المنخفض في بلاده، مبرزا أن متوسط فترة الاعتقال يظل مرتفعا مقارنة مع باقي الدول الأوروبية، مما يجعل إسبانيا تحتل الرتبة الرابعة من حيث مدة الاعتقال (قرابة 30 شهرا، مقابل متوسط أوروبي ب9 أشهر).

وسجل أورتيز غونزاليس أن إستراتيجية إعادة الإدماج في بلاده تعتمد على حوالي عشرين برنامجا محددا يتم تكييفها وفقا لخصوصية كل شخص مدان (النساء، والمرضى العقليين، والشباب، والأجانب، وذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرهم).

من جانبه، أشار المفتش العام لإدارة السجون والإصلاح بجمهورية رواندا، جورج رويغامبا، أن تجربة إعادة الإدماج في بلاده تتمحور، على الخصوص، حول التكوين المهني والتربية المدنية، مسجلا أن هذه الجهود تأخذ بعين الاعتبار حاجيات وقدرات كل سجين.

من جهته، اعتبر المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج بالجزائر، بوربالة فيصل، أن السجن يجب أن يكون “الملاذ الأخير”، مسجلا أهمية تشخيص العقوبات السجنية وتفضيل العقوبات البديلة، في احترام لحقوق الإنسان.

وينظم هذا المنتدى، على مدى يومين، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبمبادرة من المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج تحت شعار “نحو رؤية مشتركة لتعزيز التعاون جنوب – جنوب لمواجهة تحديات وإكراهات تدبير المؤسسات السجنية”.

ويروم المنتدى، المنظم بشراكة مع مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، والوكالة المغربية للتعاون الدولي، ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، وضع خارطة طريق مشتركة بين البلدان الإفريقية المشاركة، وتحسين تدبير قطاع السجون على مستوى الحكامة الأمنية وبرامج إعادة الإدماج.كما سيتناول هذا المنتدى القضايا المتعلقة بتحديث والنهوض بالحكامة في الإدارة السجنية.

وتتواصل أشغال هذا المنتدى غدا الجمعة بجلستين تتمحوران حول “قراءة في تجارب التدبير الأمني بالمؤسسات السجنية، وتدبير السجناء المعتقلين على خلفية قضايا التطرف والإرهاب” و”تحديث الإدارة السجنية وفعالية العنصر البشري”.